Tora_Bora2 عـــضـــو جـــــــديــــــــــــــــد
عدد المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 12/12/2009
| موضوع: معالم المنهج المطلوب في خطاب التشيع الفارسي في ضوء المنهج القرآني السبت ديسمبر 12, 2009 5:47 am | |
| معالم المنهج المطلوب في خطاب التشيع الفارسي في ضوء المنهج القرآني بقلم الشيخ الدكتورطه حامد الدليمي 15. القصص الحق انتهت قصة ميلاد المسيح u في سورة (آل عمران) بإبطال عقيدة النصارى في بنوته لله احتجاجاً بولادته العجيبة من غير أب وذلك في قوله تعالى:) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) إن هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(62) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ(63) ( .
وفي قوله تعالى: )إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ( بيان أن من القصص ما هو حق وما هو باطل. فالقصص الحق ما كانت له غاية هي إحقاق الحق وإبطال الباطل وأخذ العبرة للالتفات منه إلى الواقع من أجل علاجه من أمراضه. أما إلهاء الناس وقتل أوقاتهم بإشغالهم عما ينفعهم ولا يحذرهم مما يضرهم، فهو من القصص الباطل. )فَإِنْ تَوَلَّوْا( فنفروا وانزعجوا من الحقيقة المخالفة لما هم عليه؟ أنجاملهم فنخفي عنهم الحق كي لا نخدش مشاعرهم؟! كلا )فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ( .
وجاء بعد هذه الآية قوله تعالى: ) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(64)( يعلمنا كيف نستغل القصص في دعوة من يدعون أنهم أتباع لمن نقص قصته ونذكر سيرته فندعوهم إلى الأصول المشتركة: )ِإلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا( وبينهم للانطلاق منها إلى بحث الأمور المختلفة: )َولا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ( وإن كان ذكر هذه الأمور مزعجا أو منفرا لبعضهم أو لهم جميعاً وهو ما عبر الله عنه بقوله: ) فَإِنْ تَوَلَّوْا ( أي قد تكون النتيجة التولي جميعاً عن اتباع الحق )فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(.
ثم جاء بعد هذه الآية ما يقطع العلاقة بين أهل الكتاب وإبراهيم u صراحة فإبراهيم لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ولا مشركاً فإن كنتم أتباعاً حقيقيين لإبراهيم فاتركوا ديانتكم واتبعوه بأن تكونوا مسلمين: )يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ(65) … مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)( آل عمران .
هذا هو القصص الحق وهذا هو منهج الله في عرض القصص، وعلينا – إن كنا مؤمنين - أن نتبعه. فإذا تطرقنا – مثلاً - إلى حادثة (مقتل) سيدنا الحسين t علينا أن ننـزلها منـزلتها دون زيادة أو نقصان. مع الانتباه إلى عدم الانسياق وراء الروايات السفيهة المُسِفَّة وان وردت في كتب التاريخ أو المصادر الحديثية التي تروي الصحيح والضعيف تلك التي رواها أبو مخنف الرافضي الشعوبي المحترق وأمثاله من الحاقدين أو غيرهم من الغافلين بادي الرأي. ولا يكفي في رواية هذه الحوادث- التي تتعلق بها ثوابت كثيرة من تاريخ الأمة وسمعة رجالها وعقيدتها وسياسة الدين الشرعية- أن نجد في الهامش أنها صحيحة السند فإن العواطف والمجاملات لها دور كبير في هذا التصحيح!
وهذا ما لمسناه: إنهم يأتون إلى عدة أسانيد ضعيفة أو تالفة فيجعلون من تعددها سبباً لتحسين السند من باب الحسن لغيره. وبما أن (الحسن) من أنواع (الصحيح) فالانزلاق إلى التصحيح عن طريق التورية والتلاعب بالألفاظ يسير. وهكذا صارت الرواية صحيحة!
ثم إن صحة السند لا تستلزم صحة المتن إلا بشروط منها السلامة من الشذوذ والعلة الخفية، وهما بابان واسعان يستلزمان معرفة غنية بالروايات والتاريخ وفلسفة وظروف الحدث والسياسة الشرعية، ومقدمات أخرى منها الخيوط الخفية للحدث أو جذور المؤامرة. وقبل هذا كله العلم بالقرآن وحقائقه الثابتة. وهذا كله يحتاج إلى نفوس سليمة من عقدة أصيبت بها الأمة -إلا من رحم- هي عقدة التقديس لـ(أهل البيت). وعند فقدان هذا كله أو بعضه تكون رؤيتنا للقصة ضربا من التحديق في جو مشحون بالضباب أو الغبار.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المنهج القرآني يلزمنا بان نستثمر القصة من أجل بيان مخالفة الروافض للحسين في عقائدهم وشرائعهم وشعائرهم، ودعوتهم إلى اتباعه الاتباع الشرعي السليم.
إن ما انزلق إليه البعض من المشايخ وغيرهم من الحديث عن (المقتل) في محرم ومن فوق منابر الجمعة أو في المحاضرات حديثاً مجرداً لا غاية له سوى استثارة العواطف واستدرار المدامع، تظاهراً بحبه يتعارض والمنهج الإلهي. بل إنه يجسم الحدث ويضخمه، ويصب في النتيجة النهائية في مجاري التشيع الفارسي.
إن المسيح u نبي من أنبيائنا. والنصارى يجسمون دعوى صلبه و(مقتله) ويتخذون لها موسماً خاصاً بمراسيم وطقوس خاصة. لكننا لم نشهد رسول الله r - وهو قدوتنا وأسوتنا - يعبر عن حبه للمسيح بمشاركتهم في مواسمهم ومراسيمهم - ولو بطريقة شرعية - أملاً بكسبهم وتأليف قلوبهم. ولنفترض أن المسلمين اليوم انساقوا وراء النصارى بحجة دعوتهم وتأليفهم فصاروا يحتفلون على طريقتهم الخاصة بهذه المناسبة ويجسمون المأساة بإظهار شعائر الحزن والحديث عن الحدث بطريقة ترقق القلوب وتثير الدموع. ماذا سيكسبون من وراء ذلك؟! إن النصارى لن يرضوا عنا ولن يتحولوا مسلمين بل العكس هو الذي سيكون! إنهم يتمسكون أكثر بباطلهم لأن ما يرونه ويسمعونه سيكون دليلاً مضافاً إلى أدلتهم في ما يعتقدون. وهذا ما يحدث بالضبط للرافضة حين نجعل من (المقتل) قضية مع زيادة أن أهل السنة يضعف يقينهم بما هم عليه وشيئاً فشيئاً سيقتربون من جانب الباطل ويترسخ عندهم بمرور الزمن شعور- ولو غامض- بصحة دعوى أهل الرفض مما يؤدي مستقبلاً ولو على مدى عشرات السنين إلى دفعهم للوقوع في شرك التشيع الفارسي. 16. النسب والمصاهرة يذكر الله تعالى أنه حين حضر يعقوب u الموتُ )قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ ءَابَائِكَ( من آباء يعقوب ؟ )إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ…(133)( البقرة. فإسماعيل u إذن هو أحد آباء يعقوب (الذي هو إسرائيل). وفي ذلك إشارة إلى أن اليهود والمسلمين يلتقون في نسب واحد وهم أبناء أب واحد هو إبراهيم. بل إن إسماعيل أبا العرب هو أحد آباء يعقوب أبي اليهود حسب اعتراف يعقوب صراحة لأنه عمه أخو أبيه إسحاق، مما يدعو إلى التقارب والدينونة بدين واحد دين أولئك الآباء الذين ينتسب إليهم الجميع. وخاطب القرآن مشركي قريش وذكر لهم أن هذا الدين الذي جاء به محمد r إنما هو دين أبيهم إبراهيم u . ما يدل على مشروعية الحديث عن العلاقة الطيبة التي كانت تربط بين أصحاب النبي r وأقربائه وأهل بيته وذرياتهم من بعدهم وبيان أنهم أمة واحدة بعضهم من بعض أي مشروعية ما اصطلح عليه من عنوان (النسب والمصاهرة) بين الصحابة وأهل البيت.
لكننا نجد فرقاً جوهرياً فاضحاً بين المنهج القرآني والمنهج الترضوي في طرح هذا الموضوع، ذلك أن القرآن لم يكتف بذكر هذه الحقيقة التاريخية دون أن يضيف إليها الدعوة إلى اتباع أولئك الأنبياء أو الرموز مع التصريح بقطع الصلة بينهم وبين المنتسبين اليهم من اليهود والنصارى والمشركين. ولذلك جاء بعد تلك الآية قوله تعالى:) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135)( وقوله:) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141)( البقرة. ولم يكتف بهذا حتى صرح بسفاهتهم وقبائح أعمالهم فقال بعدها: )سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)(البقرة. وهو ما قصر فيه أصحاب المنهج الترضوي خوفاً من نفور الرافضة عنهم ومداراةً لهم تنفيساً عن الشعور بعقدة النقص والهزيمة النفسية.
| |
|