هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


۩۞۩ تبــــيان عقـــائد الرافــــــضة الامامية الاثناعشريـــــة ۩۞۩
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرد على من ينكر فضيلة الصديق في الغار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
من ال البيت
الفقير الى الله
الفقير الى الله
من ال البيت


عدد المساهمات : 636
تاريخ التسجيل : 30/03/2009

الرد على من ينكر فضيلة الصديق في الغار Empty
مُساهمةموضوع: الرد على من ينكر فضيلة الصديق في الغار   الرد على من ينكر فضيلة الصديق في الغار Emptyالخميس يونيو 03, 2010 7:32 am

الرد على من ينكر فضيلة الصديق في الغار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشبهة

يقول الشيعة

1- إن خروج أبو بكر مع الرسول ليس فيه نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم

2- إن أبو بكر كان خائف على نفسه وهو في الغار

3- إن المعية ليست فضل لأبي بكر لأن الله مع الجميع حتى الكافرين

4- إن كلمة صاحبه ليست فضيلة

5- إن السكينة نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم دون أبو بكر رضي الله عنه

6- وهناك البعض ينكرون أن الذي في الغار أبو بكر الصديق




يقول تعالى{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (40) سورة التوبة

الرد

يقول الله تعالى" فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ "أي إن خروج أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم ولو كان عكس ذلك لذكره الله بالذم لأنه في موضع احتجاج لثبوت نصرة نبيه وأي نصر أعظم من صحبة أبو بكر للنبي في الشدة والغربة وإحاطة الأعداء به لقتله ؟؟!!

ويقول الله تعالى "إذْ أَخْرَجَه الّذِينَ كَفَرُوا " إذ هنا عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم فهو المطلوب لأنه قائد الدعوة أما بقية المسلمين فقد عذب الضعيف منهم ويتركون القوي الذي يحميه قومه لمكانته بينهم وهنا إخراج للنبي صلى الله عليه وسلم فقط وهذي فضيلة لأبي بكر رضي الله عنه فهو ليس مطلوب ورغم ذلك خرج برغبته كما ثبت في الصحيح وعرض نفسه لخطر القتل وإن قالوا أنه لم يخرج برغبته بل النبي أخرجه معه فهذه فضيلة أيضا فهي دليل حب النبي له وثقته به وإلا فكيف يصحبه في أهم وأخطر هجرة في التاريخ !!

ويقول الله تعالى" إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ "كلمة الصاحب في القرآن تكون عائدة على مؤمن أو كافر لكافر فلا يمكن لكلمة صاحبه في القران أن تدل على الغادر أو المنافق سواء كان مؤمن أو كافر

مثال :
في قوله سبحانه وتعالى "وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا"

فكلمة صاحبه هنا عائده على المؤمن

وهنا آية أخرى يقول الله تعالى "قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا"

وهنا أيضا عائده على المؤمن

ويقول الله تعالى " أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ " (لأعراف:184 )

نرى هنا كلمة صاحبهم عائده على النبي صلى الله عليه وسلم ولأن المؤمن ناصح يريد الخير للكافر

و قال الله تعالى " فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ " (القمر:29 )
وهنا كلمة صاحبهم عائده على كافر وأصحابه كفار وهو وفي لأصحابه

وقال الله تعالى " يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ"

وهنا كلمة صاحبي أضافهما يوسف إلى السجن ولم يضفهما إلى نفسه

إذا كل كلمة صاحب في القرآن لا يمكن أن تدل على الغادر والمنافق وكلمة صاحبه في آية الغار عائده لأبي بكر فلا يمكن أن يكون غادر أو منافق رضي الله عنه


قال تعالى " لَا تَحْزَنْ "والنهى عن الحزن في القرآن لم تقال إلا للأنبياء والصالحين فقط وأبو بكر الصديق رضي الله عنه كان خائف على الرسول صلى الله عليه وسلم والدليل أن المطلوب هو النبي وليس أبو بكر

مثال :

قال تعالى " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُعَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ" فصلت:30

وقال تعالى " فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً " مريم:24

وقال تعالى " وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ " النمل:70

وقال تعالى " وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ" العنكبوت:33

و قال تعالى"لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ"الحجر:88

وقال تعالى "وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَتَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ " النحل:127

و هناك غيرها من الآيات التي تصب في نفس السياق ولا يوجد في القرآن نهي عن الحزن لكافر أبدا

قال تعالى" إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا "المعية في القرآن نوعان

الأول : معية رقابة وعلم

مثال :
" يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً " النساء:108

الثاني : معية النصرة والتأييد

مثال :

" إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا " لأنفال: منالآية12

والمعية في آية الغار معية النصرة والتأييد ودليل ذلك أن الرسول يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ومعناه إن الله سيؤيدهم وينصرهم

ويأتي رافضي متحاذق ويقول إذا كان أبو بكر مؤمن فكيف لا يعلم أن الله معه نقول

يقول الله تعالى "وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً" آل عمران : 176

فهل هذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ضعيف إيمان لدرجة أنه لا يعلم أن الكفار لن يضروا الله شيئا ؟؟!! وحاشاه

قال تعالى "فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ "وهذا لا يمنع إن تكون السكينة نزلت على النبي وأبو بكر معا ومن صياغ الآية أنها نزلت في النبي فهو من أخرجه الكفار وطاردوه فهو قائد الدعوة فإذا نزلت السكينة على القائد تنعكس على أتباعه بدليل إن أبو بكر لم يصدر صوت أو حركة نتيجة الخوف بل صبر وهدأ في أشد الأوقات إذا السكينة شملت الإثنين معا
ونخاطب الشيعة بنفس منطقهم يقول الله تعالى" فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ( 36 ) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْرَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( 37 ) " البقرة

هل الله تعالى تاب على آدم دون حواء مع أنهما عصيا الله سويا ؟؟؟

وقد تابا سويا بقوله تعالى " قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْلَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( 23 )" الأعراف

فهل قبل الله توبة آدم دون حواء ؟؟؟؟!!

أما من ينكر من الشيعة أن أبو بكر هو من كان في الغار مع النبي صلى الله عليه وسلم فأدع علمائهم يجيبون


هنا قول الفيض الكاشاني



لم يكن معه إلا رجل واحد (إذ هما في الغار): غار ثور، وهو جبل في يمنى مكة على مسيرة ساعة. (إذ يقول لصاحبه) وهو أبو بكر (لا تحزن): لا تخف (إن الله معنا) بالعصمة والمعرفة. التفسير الأصفى للفيض الكاشاني الجزء الأول ص466



وهنا قول فضل الله


{ثَانِيَ اثْنَيْنِ}، فقد كان معه أبو بكر الذي تواعد وإيّاه على الخروج معاً حتى دخلا الغار، وأقبلت قريش حتى وقفت على بابه، وبدأ الحوار فيما بينهم، بين قائل يحثّهم على الدخول، وبين قائلٍ يدفعهم إلى الرجوع تفسير من وحي القرآن لفضل الله سورة التوبة الآية 40

وهنا قول الطباطبائي


ثانى اثنين أي أحدهما، والغار الثقبة العظيمة في الجبل، والمراد به غار جبل ثور قرب منى وهو غير غار حراء الذى ربما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأوى إليه قبل البعثة للاخبار المستفيضة، والمراد بصاحبه هو أبو بكر للنقل القطعي تفسير الميزان للطباطبائي ج9 ص279

وهنا قول المفيد

أما خروج أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وآله فغير مدفوع، وكونه في الغار معه غير مجحود، واستحقاق اسم الصحبة معروف الافصاح للمفيد ص185


وهذا قول لسيدي علي رضي الله عنه يشهد بفضيلة أبو بكر في الغار


سئل الإمام علي عليه السلام: لم اختار المسلمون أبا بكر خليفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإماماً لهم؟ فأجاب عليه السلام بقوله: «إنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، وإنه لصاحب الغار وثاني اثنين، وإنا لنعرف له سنّه، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي» شرح نهج البلاغة ج2 ص50
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ansar.own0.com
من ال البيت
الفقير الى الله
الفقير الى الله
من ال البيت


عدد المساهمات : 636
تاريخ التسجيل : 30/03/2009

الرد على من ينكر فضيلة الصديق في الغار Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرد على من ينكر فضيلة الصديق في الغار   الرد على من ينكر فضيلة الصديق في الغار Emptyالخميس يونيو 03, 2010 7:34 am

أبو بكر ثاني اثنين من كتب الشيعة

يقول الله عز وجل : إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة : 40]

- صاحب أبي بكر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم في هجرته، و كانت من أعظم فضائل و مناقب أبي بكر رضي الله عنه، فثبت لأبي بكر منزلة عظيمة لم يبلغها أحد من الصحابة رضوان الله عنهم

- بما أن دين الإثنى عشرية قائم على بغض الصحابة رضوان الله عنهم، فإن بعضهم ينكر أن يكون أبي بكر رضي الله عنه هو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في الغار

- هذه أدلة من كتبهم تثبت أن أبي بكر رضي الله عنه هو صاحب النبي في الغار

1- كتاب بصائر الدرجات للصفار (290 هـ) صفحة 442

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

(13) احمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن زياد الكناسى عن أبى جعفر ع قال لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار و معه أبو الفصيل قال رسول الله صلى الله عليه وآله أنى لأنظر الآن إلى جعفر وأصحابه الساعة تغوم بينهم سفينتهم في البحر وأنى لأنظر إلى رهط من الأنصار في مجالسهم مخبتين بافنيتهم فقال له أبو الفضل أتريهم يا رسول الله صلى الله عليه وآله الساعة قال نعم فارينهم قال فمسح رسول الله صلى الله عليه وآله على عينيه ثم قال انظر فنظر فرآهم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أرايتهم قال نعم واسر في نفسه انه ساحر.

2- تفسير القمي (329 هـ) الجزء 1 صفحة290

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قوله: { إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا } فإنه حدثني أبي عن بعض رجاله رفعه إلى أبي عبد الله قال لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار قال لفلان كأني أنظر إلى سفينة جعفر في أصحابه يقوم في البحر وأنظر إلى الأنصار محتسبين في أفنيتهم فقال فلان وتراهم يا رسول الله قال نعم قال فأرنيهم فمسح على عينيه فرآهم (فقال في نفسه الآن صدقت أنك ساحر ط) فقال له رسول الله أنت الصديق

3- كتاب الكافي للكليني (329 هـ) الجزء 8 صفحة262

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

377 - حميد بن زياد عن محمد بن أيوب عن علي بن أسباط عن الحكم بن مسكين عن يوسف بن صهيب عن أبي عبد الله ( ع ) قال : سمعت أبا جعفر ( ع ) يقول : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أقبل يقول لأبي بكر في الغار : أسكن فإن الله معنا وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن فلما رأى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حاله قال له : تريد أن أريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدثون فأريك جعفرا وأصحابه في البحر يغوصون ؟ قال : نعم فمسح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : بيده على وجهه فنظر إلى الأنصار يتحدثون ونظر إلى جعفر ( ع ) وأصحابه في البحر يغوصون فأضمر تلك الساعة أنه ساحر

4- التبيان للطوسي (460 هـ) الجزء 5 صفحة 221

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قرأ يعقوب وحده { وكلمة الله هي العليا } بالنصب على تقدير وجعل كلمة الله هي العليا ومن رفع استأنف، وهو أبلغ لأنه يفيد أن كلمة الله العليا على كل حال. وهذا أيضا زجر آخر وتهديد لمن خاطبه في الآية الأولى بأنهم إن لم ينصروا النبي صلى الله عليه وآله ولم يقاتلوا معه ولم يجاهدوا عدوه { فقد نصره الله } أي قد فعل الله به النصر حين أخرجه الكفار من مكة { ثاني اثنين }. وهو نصب على الحال أي هو ومعه آخر، وهو أبو بكر في وقت كونهما في الغار من حيث { قال لصاحبه } يعني أبا بكر { لا تحزن } أي لا تخف. ولا تجزع { إن الله معنا } أي ينصرنا. والنصرة على ضربين: احدهما - يكون نعمة على من ينصره. و الآخر - لا يكون كذلك، فنصرة المؤمنين تكون إحساناً من الناصر إلى نفسه لأن ذلك طاعة لله ولم تكن نعمة على النبي صلى الله عليه وآله. والثاني - من ينصر غيره لينفعه بما تدعوا إليه الحكمة كان ذلك نعمة عليه مثل نصرة الله لنبيه صلى الله عليه وآله.

5- الإفصاح للمفيد (413 هـ) صفحة185

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

جواب : قيل لهم : أما خروج أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وآله فغير مدفوع وكونه في الغار معه غير مجحود واستحقاق اسم الصحبة معروف

6- تفسير مجمع البيان للطبرسي (ت 548 هـ) الجزء 5 صفحة 57

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

المعنى: ثم أعلمهم الله سبحانه أنهم إن تركوا نصرة رسوله لم يضرُّه ذلك شيئاً كما لم يضره قلة ناصريه حين كان بمكة وهمَّ به الكفار فتولّى الله نصره فقال {إلا تنصروه فقد نصره الله} معناه إن لم تنصروا النبي صلى الله عليه وسلم على قتال العدوّ فقد فعل الله به النصر {إذ أخرجه الذين كفروا} من مكة فخرج يريد المدينة {ثاني اثنين} يعني أنه كان هو وأبو بكر {إذ هما في الغار} ليس معهما ثالث أي وهو أحد اثنين ومعناه فقد نصره الله منفرداً من كل شيء إلا من أبي بكر والغار الثقب العظيم في الجبل وأراد به هنا غار ثور وهو جبل بمكة.

{إذ يقول لصاحبه} أي إذ يقول الرسول لأبي بكر {لا تحزن} أي لا تخف {إن الله معنا} يريد أنه مطّلع علينا عالم بحالنا فهو يحفظنا وينصرنا.

7- مختصر بصائر الدرجات لحسن بن سليمان الحلي (ق 9) صفحة29

موسى بن عمر بن يزيد الصيقل عن عثمان بن عيسى عن خالد بن يحيي قال قلت لأبي عبد الله ع سمى رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر صديقا فقال نعم انه حيث كان معه أبو بكر في الغار

8- التفسير الصافي للفيض الكاشاني (1091 هـ) الجزء 2 صفحة 344

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

{ (40) إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ } إن تركتم نصرته فسينصره الله كما نصره { إذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِىَ اثْنَيْنِ } لم يكن معه إلاّ رجل واحد { إذْ هُمَا فِي الغَارِ } غار ثور وهو جبل في يمنى مكة على مسيرة ساعة { إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ } وهو أبو بكر { لاَ تَحْزَنْ } لا تخف { إنَّ اللهَ مَعَنَا } بالعصمة والمعونة.

9- بحار الأنوار للمجلسي (1111 هـ) ج19 ص33 باب 6 : الهجرة ومباديها ومبيت علي على فراش النبي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

وقال في قوله تعالى : " إلا تنصروه فقد نصره الله " : أي إن لم تنصروا النبي صلى الله عليه وآله على قتال العدو فقد فعل الله به النصر " إذ أخرجه الذين كفروا " من مكة فخرج يريد المدينة " ثاني اثنين إذ هما في الغار " يعني أنه كان هو وأبو بكر في الغار ليس معهما ثالث وأراد به هنا غار ثور وهو جبل بمكة " إذ يقول لصاحبه " أي إذ يقول الرسول صلى الله عليه وآله لأبي بكر : " لا تحزن " أي لا تخف " إن الله معنا " يريد أنه مطلع علينا عالم بحالنا فهو يحفظنا وينصرنا

10- بحار الأنوار للمجلسي (1111 هـ) ج19ص71 باب 6 : الهجرة ومباديها ومبيت علي على فراش النبي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

22 - بصائر الدرجات : ابن عيسى وابن أبي الخطاب معا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن الكناسي عن أبي جعفر ع قال : لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار ومعه أبو الفضيل قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني لأنظر الآن إلى جعفر وأصحابه الساعة تعوم بهم سفينتهم في البحر إني لأنظر إلى رهط من الأنصار في مجالسهم محتبين بأفنيتهم فقال له أبو الفصيل: أتراهم يا رسول الله الساعة؟ قال: نعم قال : فأرنيهم قال : فمسح رسول الله صلى الله عليه وآله على عينيه ثم قال : انظر فنظر فرآهم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أرأيتهم ؟ قال : نعم وأسر في نفسه أنه ساحر

بيان : أبو الفصيل : أبو بكر وكان يكنى به في زمانه أيضا لان الفصيل ولد الناقة والبكر : الفتى من الإبل والعوم : السباحة وسير السفينة .

11- بحار الأنوار للمجلسي (1111 هـ) ج19ص88 باب 6 : الهجرة ومباديها ومبيت علي على فراش النبي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

40 - الكافي : حميد بن زياد عن محمد بن أيوب عن علي بن أسباط عن الحكم بن مسكين عن يوسف بن صهيب عن أبي عبد الله ع قال : سمعت أبا جعفر ع يقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله أقبل يقول لأبي بكر في الغار : أسكن فإن الله معنا وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن فلما رأى رسول الله صلى اله عليه وآله حاله قال له : تريد أن أريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدثون وأريك جعفرا وأصحابه في البحر يغوصون ؟ قال : نعم فمسح رسول الله صلى الله عليه وآله بيده على وجهه فنظر إلى الأنصار يتحدثون ونظر إلى جعفر رضي الله عنه وأصحابه في البحر يغوصون فأضمر تلك الساعة أنه ساحر

12- تفسير الميزان للطباطبائي (1412 هـ) الجزء 9 صفحة 279

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قوله تعالى: { إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار } ثاني اثنين أي أحدهما، والغار الثقبة العظيمة في الجبل، والمراد به غار جبل ثور قرب منى وهو غير غار حراء الذي ربما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأوي إليه قبل البعثة للأخبار المستفيضة، والمراد بصاحبه هو أبو بكر للنقل القطعي.

13- تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (14 هـ)

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ } تذكيرٌ لهم بنصرته له (ص) حين لم يكن له معاون حتّى يتحقّق عندهم نصرته بدونهم استمالةً لقلوبهم { إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } حين شاوروا في أمره بالإجلاء والحبس والقتل في دار النّدوة كما سبق { ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ } يعنى لم يكن معه إلا رجلٌ واحدٌ وهو أبو بكرٍ { إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ } غار ثورٍ وهو جبل في يمنى مكّة على مسيرة ساعةٍ {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ } والإتيان بالمضارع للإشارة إلى انّه كرّر هذا القول لعدم سكونه عن اضطرابه { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا } ومن كان معه لا يغلب فلا تحزن من اطّلاع الأعداء وغلبتهم،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ansar.own0.com
من ال البيت
الفقير الى الله
الفقير الى الله
من ال البيت


عدد المساهمات : 636
تاريخ التسجيل : 30/03/2009

الرد على من ينكر فضيلة الصديق في الغار Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرد على من ينكر فضيلة الصديق في الغار   الرد على من ينكر فضيلة الصديق في الغار Emptyالخميس يونيو 03, 2010 7:46 am

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية قد زعم البعض أن قوله تعالى إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا سورة التوبة 40 لا يدل على إيمان أبي بكر فإن الصحبة قد تكون من المؤمن والكافر كما قال تعالى واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا سورة الكهف 32 35 إلى قوله قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة سورة الكهف 37 الآية.

فيقال معلوم أن لفظ الصاحب في اللغة يتناول من صحب غيره ليس فيه دلالة بمجرد هذا اللفظ على أنه وليه أو عدوه أو مؤمن أو كافر إلا لما يقترن به وقد قال تعالى والصاحب بالجنب وابن السبيل سورة النساء 36 وهو يتناول الرفيق في السفر والزوجة وليس فيه دلالة على إيمان أو كفر.

وكذلك قوله تعالى والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى سورة النجم 1 2 وقوله وما صاحبكم بمجنون سورة التكوير 22 المراد به محمد صلى الله عليه وآله وسلم لكونه صحب البشر فإنه إذا كان قد صحبهم كان بينه وبينهم من المشاركة ما يمكنهم أن ينقلوا عنه ما جاءه من الوحي وما يسمعون به كلامه ويفقهون معانيه بخلاف الملك الذي لم يصحبهم فإنه لا يمكنهم الأخذ عنه وأيضا قد تضمن ذلك أنه بشر من جنسهم وأخص من ذلك أنه عربي بلسانهم كما قال تعالى لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه سورة التوبة 128 وقال وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه سورة إبراهيم 4 فإنه إذا كان قد صحبهم كان قد تعلم لسانهم وأمكنه أن يخاطبهم بلسانهم فيرسل رسولا بلسانهم ليتفقهوا عنه.

فكان ذكر صحبته لهم هنا على اللطف بهم والإحسان إليهم وهذا بخلاف إضافة الصحبة إليه كقوله تعالى لا تحزن إن الله معنا وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه وقوله هل أنتم تاركي لي صاحبي وأمثال ذلك.

فإن إضافة الصحبة إليه في خطابه وخطاب المسلمين تتضمن صحبة موالاة له وذلك لا يكون إلا بالإيمان به فلا يطلق لفظ صاحبه على من صحبه في سفره وهو كافر به.

والقرآن يقول فيه إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا سورة التوبة 40 فأخبر الرسول أن الله معه ومع صاحبه وهذا المعية تتضمن النصر والتأييد وهو إنما ينصره على عدوه وكل كافر عدوه فيمتنع أن يكون الله مؤيدا له ولعدوه معا ولو كان مع عدوه لكان ذلك مما يوجب الحزن ويزيل السكينة فعلم أن لفظ صاحبه تضمن صحبة ولاية ومحبة وتستلزم الإيمان له وبه وأيضا فقوله لا تحزن دليل على أنه وليه وإنه حزن خوفا من عدوهما فقال له لا تحزن إن الله معنا ولو كان عدوه لكان لم يحزن إلا حيث يتمكن من قهره فلا يقال له لا تحزن إن الله معنا لأن كون الله مع نبيه مما يسر النبي وكونه مع عدوه مما يسوءه فيمتنع أن يجمع بينهما لا سيما مع قوله لا تحزن ثم قوله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار سورة التوبة 40 ونصره لا يكون بأن يقترن به عدوه وحده وإنما يكون باقتران وليه ونجاته من عدوه فكيف لا ينصر على الذين كفروا من يكونون قد لزموه ولم يفارقوه ليلا ولا نهارا وهم معه في سفره.

وقوله ثاني اثنين حال من الضمير في أخرجه أي أخرجوه في حال كونه نبيا ثاني اثنين فهو موصوف بأنه أحد الاثنين فيكون الاثنان مخرجين جميعا فإنه يمتنع أن يخرج ثاني اثنين إلا مع الآخر فإنه لو أخرج دونه لم يكن قد أخرج ثاني اثنين فدل على أن الكفار أخرجوه ثاني اثنين فأخرجوه مصاحبا لقرينه في حال كونه معه فلزم أن يكونوا أخرجوهما وذلك هو الواقع فإن الكفار أخرجوا المهاجرين كلهم كما قال تعالى للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا سورة الحشر 8 وقال تعالى أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله سورة الحج 39 40 وقال إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم سورة الممتحنة 9 وذلك أنهم منعوهم أن يقيموا بمكة مع الإيمان وهم لا يمكنهم ترك الإيمان فقد أخرجوهم إذا كانوا مؤمنين وهذا يدل على أن الكفار أخرجوا صاحبه كما أخرجوه والكفار إنما أخرجوا أعداءهم لا من كان كافرا منهم.

فهذا يدل على أن صحبته صحبة موالاة وموافقة على الإيمان لا صحبة مع الكفر


وإذا قيل هذا يدل على أنه كان مظهرا للموافقة وقد كان يظهر الموافقة له من كان في الباطن منافقا وقد يدخلون في لفظ الأصحاب في مثل قوله لما استؤذن في قتل بعض المنافقين قال
لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه فدل على أن هذا اللفظ قد كان الناس يدخلون فيه من هو منافق قيل قد ذكرنا فيما تقدم أن المهاجرين لم يكن فيهم منافق وينبغي أن يعرف أن المنافقين كانوا قليلين بالنسبة إلى المؤمنين وأكثرهم انكشف حاله لما نزل فيهم القرآن وغير ذلك وإن كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعرف كلا منهم بعينه فالذين باشروا ذلك كانوا يعرفونه


والعلم يكون الرجل مؤمنا في الباطن أو يهوديا أو نصرانيا أو مشركا أمر لا يخفى مع طول المباشرة فإنه ما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه.

وقال تعالى ولو نشا لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم سورة محمد 30 وقال ولتعرفنهم في لحن القول سورة محمد 30 فالضمر للكفر لا بد أن يعرف في لحن القول وأما بالسيما فقد يعرف وقد لا يعرف


وقد قال تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنونهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار سورة الممتحنة 10 .

والصحابة المذكورون في الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذين يعظمهم المسلمون على الدين كلهم كانوا مؤمنين به ولم يعظم المسلمون ولله الحمد على الدين منافقا والإيمان يعلم من الرجل كما يعلم سائر أحوال قلبه من موالاته ومعاداته وفرحه وغضبه وجوعه وعطشه وغير ذلك فإن هذه الأمور لها لوازم ظاهرة والأمور الظاهرة تستلزم أمورا باطنة وهذا أمر يعرفه الناس فيمن جربوه وامتحنوه ونحن نعلم بالاضطرار أن ابن عمر وابن عباس وأنس بن مالك وأبا سعيد الخدري وجابر أو نحوهم كانوا مؤمنين بالرسول محبين له معظمين له ليسوا منافقين فكيف لا يعلم ذلك في مثل الخلفاء الراشدين الذين أخبارهم وإيمانهم ومحبتهم ونصرهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد طبقت البلاد مشارقها ومغاربها.

فهذا مما ينبغي أن يعرف ولا يجعل وجود قوم منافقين موجبا للشك في إيمان هؤلاء الذين لهم في الأمة لسان صدق بل نحن نعلم بالضرورة إيمان سعيد بن المسيب والحسن وعلقمة والأسود ومالك والشافعي وأحمد والفضيل والجنيد ومن هو دون هؤلاء فكيف لا يعلم إيمان الصحابة ونحن نعلم إيمان كثير ممن باشرناه من الأصحاب.

وقد بسط الكلام على هذا في غير هذا الموضع وبين أن العلم بصدق الصادق في أخباره إذا كان دعوى نبوة أو غير ذلك وكذب الكاذب مما يعلم بالاضطرار في مواضع كثيرة بأسباب كثيرة وإظهار الإسلام من هذا الباب فإن الإنسان إما صادق وإما كاذب.

فهذا يقال أولا ويقال ثانيا وهو ما ذكره أحمد وغيره ولا أعلم بين العلماء فيه نزاعا أن المهاجرين لم يكن فيهم منافق أصلا وذلك لأن المهاجرين إنما هاجروا باختيارهم لما آذاهم الكفار على الإيمان وهم بمكة لم يكن يؤمن أحدهم إلا باختياره بل مع احتمال الأذى فلم يكن أحد يحتاج أن يظهر الإيمان ويبطن الكفر لا سيما إذا هاجر إلى دار يكون فيها سلطان الرسول عليه ولكن لما ظهر الإسلام في قبائل الأنصار صار بعض من لم يؤمن بقلبه يحتاج إلى أن يظهر موافقة قومه لأن المؤمنين صار لهم سلطان وعز ومنعة وصار معهم السيف يقتلون من كفر ويقال ثالثا عامة عقلاء بني آدم إذا عاشر أحدهم الآخر مدة يتبين له صداقته من عداوته فالرسول يصحب أبا بكر بمكة بضع عشرة سنة ولا يتبين له هل هو صديقه أو عدوه وهو يجتمع معه في دار الخوف وهل هذا إلا قدح في الرسول.

ثم يقال جميع الناس كانوا يعرفون أنه أعظم أوليائه من حين المبعث إلى الموت فإنه أول من آمن به من الرجال الأحرار ودعا غيره إلى الإيمان به حتى آمنوا وبذل أمواله في تخليص من كان آمن به من المستضعفين مثل بلال وغيره وكان يخرج معه إلى الموسم فيدعو القبائل إلى الإيمان به ويأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل يوم إلى بيته إما غدوة وإما عشية وقد آذاه الكفار على إيمانه حتى خرج من مكة فلقيه ابن الدغنة أمير من أمراء العرب سيد القارة وقال إلى أين وقد تقدم حديثه فهل يشك من له أدنى مسكة من عقل أن مثل هذا لا يفعله إلا من هو في غاية الموالاة والمحبة للرسول ولما جاء به وأن موالاته ومحبته بلغت به إلى أن يعادي قومه ويصبر على أذاهم وينفق أمواله على من يحتاج إليه من إخوانه المؤمنين وكثير من الناس يكون مواليا لغيره لكن لا يدخل معه في المحن والشدائد ومعاداة الناس وإظهار موافقته على ما يعاديه الناس عليه فأما إذا أظهر اتباعه وموافقته على ما يعاديه عليه جمهور الناس وقد صبر على أذى المعادين وبذل الأموال في موافقته من غير أن يكون هناك داع يدعو إلى ذلك من الدنيا لأنه لم يحصل له بموافقته في مكة شيء من الدنيا لا مال ولا رياسة ولا غير ذلك بل لم يحصل له من الدنيا إلا ما هو أذى ومحنة وبلاء والإنسان قد يظهر موافقته للغير إما لغرض يناله منه أو لغرض آخر يناله بذلك مثل أن يقصد قتله أو الأحتيال عليه وهذا كله كان منتفيا بمكة فإن الذين كانوا يقصدون أذى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا من أعظم الناس عداوة لأبي بكر لما آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن بهم اتصال يدعو إلى ذلك ألبتة ولم يكونوا يحتاجون في مثل ذلك إلى أبي بكر بل كانوا أقدر على ذلك ولم يكن يحصل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أذى قط من أبى بكر مع خلوته به واجتماعه به ليلا ونهارا وتمكنه مما يريد المخادع من إطعام سم أو قتل أو غير ذلك وأيضا فكان حفظ الله لرسوله وحمايته له يوجب أن يطلعه على ضميره السوء لو كان مضمرا له سوءا وهو قد أطلعه الله على ما في نفس أبي عزة لما جاء مظهرا للإيمان بنية الفتك به وكان ذلك في قعدة واحدة وكذلك أطلعه على ما في نفس الحجبي يوم حنين لما انهزم المسلمون وهم بالسوأة وأطلعه على ما في نفس عمير بن وهب لما جاء من مكة مظهرا للإسلام يريد الفتك به وأطلعه الله على المنافقين في غزوة تبوك لما أرادوا أن يحلوا حزام ناقته وأبو بكر معه دائما ليلا ونهارا حضرا وسفرا في خلوته وظهوره ويوم بدر يكون معه وحده في العريش ويكون في قلبه ضمير سوء والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلم ضمير ذلك قط وأدنى من له نوع فطنة يعلم ذلك في أقل من هذا الاجتماع فهل يظن ذلك بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وصديقه إلا من هو مع فرط جهله وكمال نقص عقله من أعظم الناس تنقصا للرسول وطعنا فيه وقدحا في معرفته فإن كان هذا الجاهل مع ذلك محبا للرسول فهو كما قيل عدو عاقل خير من صديق جاهل.

ومن الردود أيضاً أن القول: ما علاقة قوله تعالى : (( لا تحزن ان الله معنا )) ، فلا دليل فيها على مدعى القائل ! إذ كيف يثبت ان حزنه كان لله أم لنفسه أم لخوف على حياته أم على مصلحة معينة

فإن الرد أن فهو أن قولك لنفسه أم لخوف على حياته فأقول لك لو كان هو يحزن على حياته ومصلحته أكثر من حزنه للدين لما هاجر مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أصلا ولما عادى قومه حتى أخرجوه من قبل من مكة وأرجعة أمير ولو كان حزنه على ماله أكثر من الدين لما أشتري من أسلم من العبيد وأعتقهم كبلال.ولو لم يكن حزن أبي بكر على الدبن لما كان الله معه ومع رسوله معية تأييد ونصر لأن هذا لا يكون إلا لمن صلح قلبه وهذه شهادة الله لصلاح قلب الصديق لأن الله قال لموسى وهارون لما خافا من فرعون وجنوده (إنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى قال لا تخافا إني معكما أسمع وأرى) والله لا يكون مع أعدائه وإنما مع أوليائة. فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل لأبي بكر لا تحزن إن الله معي وإنما قال إن الله معنا. هل أنتم أعلم من الله بقلوب عباده؟!

أما القول إذا كان هذا الصاحب الذي تدعي صحبته الإيمان والمحبة والحزن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) لماذا لم ينزل الله السكينة عليه وخص السكينة برسوله دون صاحبه ، إذ قال تعالى ( فأنزل الله سكينته عليه )) ولم يقل عليهما ، فلو كان له فضل فضيلة لكانت هذه .

فاقول يا سبحان الله!!! ومن قال لك أن ((عليه)) تعود على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟! هي تعود على الصديق بقرينة واضحة لمن له قلب سليم. فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم تزل السكينة معة والسكينة كانت عليه. فعلمنا أنها نزلت على الذي يحتاج إليها وهو أبوبكر صديق هذه الأمة.

أما القول نحن لا ننكر أنه كان من المؤمنين بدعوته ،ولكن نقول أن هذه الآية ليس فيها فضيلة له، فأقول الله يشهد أنه معه ومع رسوله وذكره الله في هذه الآية بمعية الله لهما وسماه الله صاحبه وفي هذه الحالة معنى الصاحب أى الذي على الدين المناصر وليس فقط يسليه في الدرب وإنتهى. آية يمدحة الله فيها يقرأها المسلمون ليل نهار ولا تعتبرها فضيلة؟!

أما قول القائل انا اعتقد ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عندما صحب ابا بكر معه كان بدافع الخوف على الدين والنفس لان الرسول يعلم ان ابا بكر سوف يبيح بالسر ويدل كفار قريش ويعرفهم بطريق النبي فلذا اصطحبه معه حفاظا للدين والرسالة الاسلامية

فأقول أبوبكر لم يأته الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بسلاسل يسحبه معه وإنما طواعية من قلبه. فأبوبكر كان يستطيع أن يعتذر عن الهجرة بأي حجة من الحجج. وليس من المعقول أن يعادي أبو بكر قومه بسبب أن آمن بالرسول ثم هو يدل الكفار عليه. وليس من المعقول أن يشتري أبى بكر العبيد الذين أسلموا ويعتقهم ليقوي هذا الدين ثم بعد ذلك يخون الذي أتي الدين من طريقه. أين العقول؟

والرد على القول أن الحزن هنا أما طاعة أولا فإذا كان طاعة لم يكن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) يمنعه وإن كان معصية تستحق النهي فلا فضيله له فيها، ولا قرينة على كونه طاعة ، ولا يقاس حزن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بحزن أبي بكر ليقال أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يقول لا تحزن لإيناسه كما قال الله لنبيه ( ولا يحزنك قولهم ) وغيرها لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) إنما كان يحزن من أجل ما يراه من العوائق أمام دعوته والموانع التي تعترض طريق انتشار الدين .

فأقول والله هذا من أعجب ما سمعت لتفريقك بين الأمرين لأنه إن كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحزن من أجل ما يراه من العوائق أمام دعوته فكذلك أبو بكر هذا الذي أحزنه فكونك تقسم وتتكلم كأنك تبصر ما في قلب أبي بكر وترى فيه أمرا لم يستطع الرسول أن يقدر على ملاحظته وهو معه وأنت لم تره أصلا فمن أين لك بتلك القدرة؟!؟ ثم إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لو كان أبو بكر يحزن لأجل معصية لنصحة لأنه لا يسكت عن تغيير المنكر أو عن أمر الدعوة ولما قال له إن الله معنا ولقال إن الله معي لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يقول بأن الله مع أعدائه أبدا قال تعالى ( إني معكما أسمع وأرى) ولو يدخل فرعون في معية الله لأنه من أعدائه. ولذلك عاتب الله جميع الخلق في نبية إلى أبي بكر فقال ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجة الذين كفروا ثاني إثنين إذ هما في الغار) فالخطاب والعتاب في قوله ( إلا تنصروه) لا يخل فيه أبو بكر لأنه قال بعدها ( ثاني إثنين) وكذلك لا يدخل أبو بكر في قوله ( أخرجه الذين كفروا) لأنه معه وليس مع الكفار في مكه بل هل الذين طردوأ أبو بكر أيظا. فعلم من هذا أن الصديق نصير مؤمن بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك له فضيله أن الله إستثناه من العتاب.

أما قولك واما السكينة فنزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وإذا كان لا يحتاج إلى السكنية في كل الأحوال فكلامك يعني أن لاتنزل له سكينة أصلا إذ هو غير محتاجها ؟ فما هو ردك على وجود آيات بإنزال السكينة على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) كقوله تعالى : ( فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنينن ) ، فهذه السكينة نزلت على الأسم دون الضمير ، فهل كان محتاج إلى سكينة لينزلها الله عليه .

أما القول ان الذي نزلت عليه السكينة هو الذي ايده الله بالجنود .قال تعالى(فأنزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها )فإن كان ابو بكر هو صاحب السكينة فهو صاحب الجنود وفي هذا الادعاء اخراج للنبي صلى الله عليه وآله من النبوة. على ان الله تعالى انزل السكينة على النبي صلى الله عليه وآله في موضعين كان معه قوم مؤمنون فشركهم فيها فقال تعالى (فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى ) وقال (انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها)ولما كان الله تعالى خص نبيه في هذا الموضع بالسكينة فلو كان معه مؤمن لشركه معه في السكينة كما شرك من ذكرنا قبل هذا من المؤمنين فدل اخراجه من السكينة على خروجه من الايمان.

فأقول لك بما أنك تشترط إنزال السكينة فقط على الرسول والمؤمنين في إجتماعهم فقلي ماذا ستفعل بقوله تعالى (إنا فتحنا لك فتحا مبينا.... هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين) فهنا لماذا لم يذكر إنزال السكينة على الرسول؟! وقال تعالى (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم) فهنا لماذا لم يذكر إنزال السكينة على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟! هل بقولك هنا ستخرج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الإيمان لأن الله لم ينزل عليه السكينة؟!

فأقول لك عند البلاغيين النهي من أنواع الإنشاء الطلبي وهو طلب الكف عن الفعل على وجه الإستعلاء وله صيغة واحدة وهي لا الناهية ( ولا تمشي في الأرض مرحا) وهو كالأمر في الإستعلاء. وتستعمل صيغة النهى أيضا في غير ما وضعت له كالدعاء وهذا يستعمل مع الرب سبحانه لأنه يكون من الأدني إلى الأعلى. وهذا لم يكن من أبي بكر مع الرسول لأن أبي بكر أقل من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بلا شك الإلتماس وهو قول المتساويين في الرتبة والمنزلة مجازا : لا تتدخل فيما لا يعنيك وهذا غير داخل جزئيا أيضا وله رابط لأن الرسول يلتمس عدم حزن أبي بكر بلا شك التهديد كقولك لعبد لا يمتثل لأمرك: لا تمتثل أمري!!! وهذ غير داخل لأن أبي بكر ليس عبدا مملوكا ولو كان الرسول يهدد عدوا له لصرخ أبي بكر قائلا عند إقتراب الكفار من الغار يا قريس إن محمدا هنا.

وفي هذا دليل على كذب الطاعن في أن الرسول أخذ أبي بكر لكي لا يدل عليه الكفار لأن أبي بكر كان يستطيع أن يدلهم عليه في أنسب مكان في الغار عند إقتراب قريش. والتمني كقول الشاعر : ألا أيها الليل الطويل ألا انجل....بصبح وما الإصباح منك بأمثل. إذ ليس الغرض طلب الإنجلاء من الليل فليس ذلك في وسعه لكنه يتمنى ذلك تخلصا مما نابه من الليل. وهذ داخل لأن الحزن منه ما هو مقدور على دفعه ومنه ما هو غير مقدور على دفعه ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها والمسلم يحزن على الدعوة وأمرها والله هو وحده الذي يسكن قلوب عباده بإنزال السكينة عليهم.

وأما قولك عدم تأثير ذلك الحزن على قلب النبي (صلى الله عليه واله )....بقاء أبي بكر على حاله حيث لم يشرك في السكينة مع النبي....أن ذكر السكينة تكرر في القرآن الكريم ولكن بذكر المؤمنين غير هذه المرة فلم يشرك مع رسوله أحداً ؟!!!

فأقول لك وهل تزعم بكلامك هذا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا طاعة له لأن الله لم يقول يرضوهما ولم يشركه في الإرضاء وأنما قال يرضوه كما في قوله تعالى (والله ورسوله أحق أن يرضوه )؟!

ألا تعلم أن الصاحب مشارك للمصحوب بالتبعية لا بالمرتبة؟!؟!؟ أنقله لك مرة أخرى وها هو:
(((( وهذا كما في قوله والله ورسوله أحق أن يرضوه سورة التوبة 62 فإن الضمير في قوله أحق أن يرضوه إن عاد إلى الله فإرضاؤه لا يكون إلا بإرضاء الرسول وإن عاد إلى الرسول فإنه لا يكون إرضاؤه إلا بإرضاء الله فلما كان ارضاؤهما لا يحصل أحدهما إلا مع الآخر وهما يحصلان بشئ واحد والمقصود بالقصد الأول إرضاء الله وإرضاء الرسول تابع وحد الضمير في قوله أحق أن يرضوه وكذلك وحد الضمير في قوله فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها لأن نزول ذلك على أحدهما يستلزم مشاركة الآخر له إذ محال أن ينزل ذلك على الصاحب دون المصحوب أو على المصحوب دون الصاحب الملازم فلما كان لا يحصل ذلك إلا مع الآخر وحد الضمير وأعاده إلى الرسول فإنه هو المقصود والصاحب تابع له ولو قيل فأنزل السكينة عليهما وأيدهما لأوهم أبا بكر شريك في النبوة كهارون مع موسى حيث قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا الآية سورة القصص 35 وقال ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم ونصرناهم فكانوا هم الغالبين وآتيناهما الكتاب المستبين وهديناهما الصراط المستقيم سورة الصافات فذكرهما أولا وقومهما فيما يشركونهما فيه كما قال فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين سورة الفتح 26 إذا ليس في الكلام ما يقتضي حصول النجاة والنصر لقومهما إذا نصرا ونجيا ثم فيما يختص بهما ذكرهما بلفظ التثنية إذا كانا شريكين في النبوة لم يفرد موسى كما أفرد الرب نفسه بقوله والله ورسوله أحق أن يرضوه سورة التوبة 62 وقوله أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله سورة التوبة 24 فلو قيل أنزل الله سكينته عليهما وأيدهما لأوهم الشركة بل عاد الضمير إلى الرسول المتبوع وتأييده تأييد لصاحبه التابع له الملازم بطريق الضرورة ولهذا لم ينصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قط في موطن إلا كان أبو بكر رضي الله عنه أعظم المنصورين بعده ولم يكن أحد من الصحابة أعظم يقينا وثباتا في المخاوف منه))

وأما قولك مع أن في كلمة (إن الله معنا) تذكير بالله تعالى وقد قال تعالى مخبراً عن فطرة وركيزة خلقية عند المؤمنين( (ألآبذكر الله تطمئن القلوب ) ).

فأقول لك نعم هو كذلك لأن الله قال لرسوله ( لا تحزن) فكما أن الرسول حزنه لم يكن لمعصية فكذلك حزن الصديق لم يكن لمعصية والتذكير كان من الله للرسول صلى الله عليه وآله وسلم فكيف لا يكون بالأقل منزله كأبي بكر مثلا؟!؟

ولا يوجد في مقولة من الله ورسله قط لأعداء دينه ( إن الله معنا) لأن الله ليس مع أعدائه وإنما مع أوليائه فقط قال الله عزوجل لأوليائة ورسله (لا تخافا إني معكما أسمع وأرى) فلم يدخل فرعون في المعيه الإلهية لأنه عدو الله ولكن الصديق أبو بكر دخل مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في قوله ( إن الله معنا) ولم يقل إن الله معي وسبحان الله حتى لو قال صلى الله عليه وآله وسلم إن الله معي لدخل معه الصديق في المعية لأنه تابع له والمتابع له أمر إشتمال حال المتبوع والدليل على ذلك أنه لما كان موسى ومعه هارون مع بني اسرائيل عند البحر قبل أن يفلق الله البحر لهم خاف بنوا اسرائيل لما إقترب عسكر الكفر الفرعوني وقال بنوا إسرائيل لموسى عليه السلام وهم في خوف شديد ( فلما ترائا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين) ولم يقل إن الله معنا فهل أنت ستخرج بني إسرائيل وعلى رأسهم نبي الله هارون من دائرة الإيمان لأن موسى عليه السلام لم يقل أن الله معنا وإنما قال إن الله معي؟! سبحان هادي القلوب.

ومن الردود الأخرى على تفنن البعض في صرف هذه الفضيلة عن الصديق رضي الله عنه قولهم (( اما قولك : إن الله تعالى ذكر النبي صلّى الله عليه وآله وجعل ابا بكر معه ثانيه ، فهو إخبار عن العدد ، ولعمري لقد كانا اثنين ، فما في ذلك من الفضل ؟! فنحن نعلم ضرورة أن مؤمنا ومؤمنا ، أو مؤمنا وكافراً ، اثنان فما أرى لك في ذلك العد طائلاً تعتمده)) قد علمنا ان الله سبحانه وصف الكثرة ونسبها الى الكفر او اتباع الهوى وقد علمنا انه وصف القلة ونسبها الى الايمان والشواهد كثيره ولكن قوله تعالى " ثاني اثنين " ليس اخبار عن العدد كما يقول هذا بل لبيان انفصال الكفر والايمان لقوله تعالى (( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ )) ثم (( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ)) الكفر في كفة والايمان في كفه اخرى وقول رسول الله (( حدثنا عفان قال حدثنا همام قال أخبرنا ثابت عن أنس أن أبا بكر حدثه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)) فان كان الله سبحانه ثلاثهما ( الله ثم رسول الله وابو بكر الصديق ) ولم يكن هذا فضل فلعمرى ما عساه يكون ؟

ويقول هذا الطاعن (( إنه وصفهما بالاجتماع في المكان ، فإنه كالاول لان المكان يجمع الكافر والمؤمن كما يجمع العدد المؤمنين والكفار ، وأيضاً : فإن مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشرف من الغار ، وقد جمع المؤمنين والمنافقين والكفار ، وفي ذلك يقول الله عز وجل : ( فما للذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين ) ، وأيضا : فإن سفينة نوح عليه السلام قد جمعت النبي ، والشيطان ، والبهيمة ، والكلب ، والمكان لا يدل على ما أوجبت من الفضيلة ، فبطل فضلان.))

فليخبرني هذا بعد ان علمنا معاني الاجتماع .. هل اجتمع رسول الله مع ابو بكر الصديق في الغار بصفة مؤمن مع كافر ام مؤمن مع مؤمن ام مؤمن مع منافق ام رسول مع بهيمة ؟ وهل يطبق كلامه هذا في اجتماع رسول الله مع علي او مع فاطمة او مع الحسن او الحسين ؟

قال تعالى (( يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم؟ قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب )) فهل تقوى على القول ان اجتماع الله سبحانه برسله لا فضل فيه ؟ وهل اجتماع رسول الله مع ابو بكر الصديق في الغار في الهجرة اجتماع للدنيا ام للآخرة؟ ان قلت للدنيا خرجت بعارها وشنارها .. وان قلت للآخرة فكيف لا يكون اجتماعا مرحوما ؟ ويقول (( وأما قولك : إنه أضافه إليه بذكر الصحبة ، فإنه أضعف من الفضلين الاولين لان اسم الصحبة تجمع المؤمن والكافر ، والدليل على ذلك قوله تعالى :قال له صاحبه وهو يحاوره اكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً ) وأيضا : فإن اسم الصحبة يطلق على العاقل والبهيمة ، والدليل على ذلك من كلام العرب الذي نزل بلسانهم ، فقال الله عز وجل : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) أنه قد سموا الحمار صاحبا فقال الشاعر :

إن الحمار مع الحمير مطية * فإذا خلوت به فبئس الصاحب

وأيضا : قد سمّوا الجماد مع الحي صاحبا ، فقالوا ذلك في السيف وقالوا شعرا :

زرت هنداً وكان غير اختيان * ‌ومعي صاحب كتوم اللسان

يعني : السيف ، فإذا كان اسم الصحبة يقع بين المؤمن والكافر ، وبين العاقل والبهيمة ، وبين الحيوان والجماد ، فأي حجة لصاحبك فيه ؟!))

وهذه مثل السابقة ... فأي معاني الصحبة يصدق على صحبة رسول الله وابو بكر؟ صحبة مؤمن لكافر ام مؤمن لمنافق ام مؤمن لمؤمن ام مؤمن مع بهيمة؟

وهل تطبق ما قاله هذا في نزع فضيلة الصحبة على اصحاب الحسين يوم عاشوراء ؟ الا تقولون في زيارتكم للحسين " السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين " فما فضل صحبة الحسين ؟؟ وهل صحب الحسين معه بهائم ام منافقين ام كفار ؟؟

وماذا عن صحبة موسى والخضر عليهما السلام في قوله تعالى ((قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً )) هل تنكر فضيلة الصحبة هنا !! وماذا عن قوله تعالى (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً )) المودة والرحمة التي جعلت من الزوجة تستحق أسم (( صاحبة )) هل هي فضيلة أم منقصة ؟؟

ويقول المفيد (( ( لا تحزن )) فإنه وبال عليه ومنقصة له ، ودليل على خطئه لان قوله : ( لا تحزن ) ، نهي وصورة النهي قول القائل : لا تفعل فلا يخلو أن يكون الحزن قد وقع من أبي بكر طاعة أو معصية ، فإن كان طاعة فالنبي صلّى الله عليه وآله لا ينهى عن الطاعات بل يأمر بها ويدعو إليها ، وإن كانت معصية فقد نهاه النبي عنها ، وقد شهدت الاية بعصيانه بدليل أنه نهاه.))

احمل هذا على قوله تعالى (( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ))

وقوله تعالى (( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُم )) وهذا نهي وقد وقع استغفار رسول الله للمنافقين (( قال ابن عمر: لما توفي عبدالله بن أبي بن سلول جاء ابنه عبدالله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه ثم سأله أن يصلي عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليصلي عليه، فقام عمر وأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما خيرني الله تعالى فقال: "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة" وسأزيد على سبعين) قال: إنه منافق. فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله عز وجل "ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره" فترك الصلاة عليهم))

والآيات في الباب كثيرة. منها:

قال تعالى مخاطباً موسى وهارون عليهما السلام: ((قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)) [طه:46].

وقال تعالى مخاطباً النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) [يونس:65].

وقال مخاطباً نبيه صلى الله عليه وآله وسلم: ((وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)) [الحجر:88]

وقال تعالى: ((وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)) [النحل:127].

وكرر ذلك فقال تعالى: ((وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)) [النمل:70]

وقال تعالى: ((وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ)) [العنكبوت:33].

وقال تعالى: ((قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى)) [طه:21].

وقال تعالى: ((قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى)) [طه:68].

وقال تعالى: ((وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ)) [النمل:10].

وقال تعالى: ((وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنْ الآمِنِينَ)) [القصص:31].

فاسأل هؤلاء أن قولـه: [لا تخافا - لا يحزنك - لا تحزن - لا تخف] وبال على الأنبياء عليهم السلام ومنقصة لهم، ودليل على خطئهم، لأن قولـه: [لا تخافا - لا يحزنك - لا تحزن - لا تخف] نهي، وصورة النهي قول القائل: لا تفعل، فلا يخلو أن يكون الحزن والخوف وقع من هؤلاء الأنبياء عليهم السلام طاعة أو معصية، فإن كان طاعة فإن الله عز وجل لا ينهى عن الطاعات بل يأمر بها ويدعو إليها، وإن كان معصية فقد نهاهم عز وجل عنها، وقد شهدت الآيات بعصيانهم بدليل أن الله عز وجل نهاهم؟!

وبحسب هذا الزعم تكون هذه الاية شاهد على معصية رسول الله ...

ويقول (( واما قولك : إنه قال : ( ان الله معنا ) فإن النبي صلّى الله عليه وآله قد أخبر أن الله معه ، وعبر عن نفسه بلفظ الجمع ، كقوله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ).

قوله معنا يدل على معية الله سبحانه لرسوله وابو بكر الصديق والا كان قوله ثاني اثنين غثاء ولا معنى له ولقول الرسول (( ما ظنك بأثنين الله ثالثهما ))

ويقول هذا الطاعن (( وأما قولك : إن السكينة نزلت على أبي بكر ، فإنه ترك للظاهر ، لان الذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيّده الله بالجنود ، وكذا يشهد ظاهر القرآن في قوله : ( فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ) . فإن كان أبو بكر هو صاحب السكينة فهو صاحب الجنود ، وفي هذا اخراج للنبي صلى الله عليه وآله من النبوة على أن هذا الموضع لو كتمته عن صاحبك كان خيراً ، لان الله تعالى انزل السكينة على النبي في موضعين كان معه قوم مؤمنون فشركهم فيها ، فقال في أحد الموضعين فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى ) وقال في الموضع الاخر : ( ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها ) ولما كان في هذا الموضع خصه وحده بالسكينة ، فقال : ( فانزل الله سكينته عليه ) فلو كان معه مؤمن لشركه معه في السكينة كما شرك من ذكرنا قبل هذا من المؤمنين ، فدل إخراجه من السكينة على خروجه من الايمان ")) وهذا بيت القصيد "

ان قلنا ان الله انزل سكينته على رسوله كان في هذا اقوى دليل على ان ابو بكر الصديق في مقام النفس عند رسول الله قال تعالى (( قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو )) اهبطا للمثنى والمراد ثلاثه فكانت حواء وآدم نفسا واحده لمعيتها مع آدم وتخصيص رسول الله بالسكينة لا يلزم منها خروج ابو بكر الصديق والا اخرجنا جميع المؤمنين مستدلين بهذه الاية بعدم وجود مؤمن واحد في حادثة الهجرة ولا حتى علي بن ابي طالب نفسه ... لان كلمة السكينة جاءت وفيها اقران بين رسول الله والمؤمنين بستثناء هذه الاية .. وبحسب كلام هذا الطاعن نستنتج انه لا يوجد مؤمن واحد سوى رسول الله .

شبهة أن الصديق رضي الله عنه لم يكن صاحب الغار وإنما رجل آخر

ومن الشبهات قول بعض المتأخرين إن الذي كان في الغار مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن أبوبكر الصديق رضي الله عنه وإنما رجل آخر.

والجواب:

هذه بعض الروايات في طرق الإمامية في إثبات كون الصديق رضي الله عنه هو صاحب الغار، ففي إيرادها غنىً عن تفنيد هذه الشيهة.

قال ابن الكواء لأمير المؤمنين : أين كنت حيث ذكر الله تعالى نبيه وأبا بكر فقال : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك يا ابن الكواء كنت على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم.[1]

أما خروج أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وآله فغير مدفوع ، وكونه في الغار معه غير مجحود ، واستحقاق اسم الصحبة معروف.[2]

قوله تعالى : " إلا تنصروه فقد نصره الله " : أي إن لم تنصروا النبي صلى الله عليه وآله على قتال العدو فقد فعل الله به النصر " إذ أخرجه الذين كفروا " من مكة فخرج يريد المدينة " ثاني اثنين إذ هما في الغار " يعني أنه كان هو وأبو بكر في الغار ليس معهما ثالث ، وأراد به هنا غار ثور ، وهو جبل بمكة " إذ يقول لصاحبه " أي إذ يقول الرسول صلى الله عليه وآله لأبي بكر : " لا تحزن " أي لا تخف " إن الله معنا " يريد أنه مطلع علينا ، عالم بحالنا ، فهو يحفظنا وينصرنا.[3]

( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ( 40 ) ) أي : إن تركتم نصرته فإن الله قد أوجب له النصرة ، وجعله منصورا حين لم يكن معه إلا رجل واحد ، فلن يخذله من بعد * ( إذ أخرجه الذين كفروا ) * أسند الإخراج إلى الكفار كما في قوله : ( من قريتك التي أخرجتك ) * ، لأنهم حين هموا بإخراجه أذن الله له في الخروج عنهم ، فكأنهم أخرجوه * ( ثاني اثنين ) * أحد اثنين كقوله : * ( ثالث ثلاثة ) ، وهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأبو بكر.[4]

( ثاني اثنين ) يعني أنه كان هو وأبو بكر ( إذ هما في الغار ) ليس معهما ثالث أي : وهو أحد اثنين ، ومعناه فقد نصره الله منفردا من كل شئ ، إلا من أبي بكر ، والغار : الثقب العظيم في الجبل ، وأراد به هنا ( غار ثور ) وهو جبل بمكة ( إذ يقول لصاحبه ) أي : إذ يقول الرسول لأبي بكر ( لا تحزن ) أي : لا تخف ( إن الله معنا ) يريد أنه مطلع علينا ، عالم بحالنا ، فهو يحفظنا وينصرنا .[5]

( إذ يقول لصاحبه ) وهو أبو بكر.[6]

قوله تعالى : ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار ) ..... والمراد بصاحبه هو أبو بكر للنقل القطعي.[7]

ثم تقول : كان ذلك في حال هو ثاني اثنين . وهذا التعبير إشارة إلى أنه لم يكن معه في هذا السفر الشاق إلا رجل واحد ، وهو أبو بكر.[8]

عن بريدة الأسلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة قال فجاء أبو بكر ، فقيل له : يا أبا بكر أنت الصديق وأنت ثاني اثنين إذ هما في الغار ، فلو سألت رسول الله صلى الله عليه وآله من هؤلاء الثلاثة ؟ قال إني أخاف أن أساله فلا أكون منهم فتعيرني بذلك بنو تيم ، قال ، ثم جاء عمر ، فقيل له : يا أبا حفص ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة وأنت الفاروق الذي ينطق الملك على لسانك فلو سألت رسول الله من هؤلاء الثلاثة ؟ فقال اني أخاف أن أساله فلا أكون منهم فتعيرني بذلك بنو عدي ثم جاء علي عليه السلام فقيل له : يا أبا الحسن ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إن الجنة مشتاق إلى ثلاثة فلو سألته من هؤلاء الثلاثة ؟ فقال أسأله ان كنت منهم حمدت الله وان لم أكن منهم حمدت الله.[9]

[1] - خصائص الأئمة - الشريف الرضي - ص 58 ، الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج 1 - ص 215 ، حلية الأبرار - السيد هاشم البحراني - ج 1 - ص 161 ، مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 1 - ص 461 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 19 - ص 76 ، 33 - ص 430 ، غاية المرام - السيد هاشم البحراني - ج 4 - ص 23

[2] - الإفصاح - الشيخ المفيد - ص 185 - 186

[3] - بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 19 - ص 33

[4] - تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج 2 - ص 65 – 66

[5] - تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 5 - ص 56 - 58

[6] - التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 466 - 467

[7] - تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 9 - ص 279

[8] - الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج 6 - ص 57 - 58

[9] - اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج 1 - ص 129 – 137 ، معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 13 - ص 284 - 285

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ansar.own0.com
 
الرد على من ينكر فضيلة الصديق في الغار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فدك: بين أبو بكر الصديق و السيدة فاطمة (رضي الله عنهما)
» الرد على أكذوبة نصطاد بعض الشباب
» -الرد-على-عمر-ودبر-البعير
» الرد على شبهة أية الرجم
» الرد على شبهة حديث الثقلين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ۞ بيت الكـــتــب و الشبهات والردود ۞-
انتقل الى: