من العلماء من نظر إلى الصحابة على أنهم طبقة واحدة، وحجتهم أن للصحبة من الشرف العظيم والمكانة الكبيرة ما يقطع كل اعتبار آخر كالسابقة في دخول الإسلام والبذل والعطاء. ومنهم من جعل الصحابة طبقات كابن سعد والحاكم وغيرهما واحتجوا بأن الصحابة وإن كانوا متساوين في شرف صحبة النبي ورؤيته فإنهم متفاوتون في السبق والبذل والعطاء، فليس مَن سبق في الدخول إلى الإسلام كمن تأخر.
وأشهر تقسيمات الصحابة ما قام به الحاكم النيسابوري أحد أئمة الحديث في كتابه المعروف "معرفة علوم الحديث" فقد قسم الصحابة إلى اثنتي عشرة طبقة هي:
1- الطبقة الأولى: أهل السابقة في الدخول إلى الإسلام من أهل مكة كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي بن أبي طالب.
2- الطبقة الثانية: أصحاب دار الندوة، وهي الدار التي كان يجتمع فيها أهل مكة يتشاورون في شئونهم، فبعد إسلام عمر حمل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى دار الندوة فبايعه جماعة من أهل مكة.
3- الطبقة الثالثة: الذي هاجروا إلى الحبشة مثل جعفر بن أبي طالب.
4- الطبقة الرابعة: أصحاب بيعة العقبة الأولى مثل: عبادة بن الصامت وأسعد بن زرارة.
5- الطبقة الخامسة: أصحاب بيعة العقبة الثانية وأكثرهم من الأنصار.
6- الطبقة السادسة: أوائل المهاجرين الذين وصلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بقباء قبل أن يدخل المدينة، مثل أبي سلمة بن عبد الأسد، وعامر بن ربيعة.
7- الطبقة السابعة: الذين اشتركوا في غزوة بدر مثل الحباب بن المنذر.
8- الطبقة الثامنة: الذين هاجروا إلى المدينة في الفترة ما بين غزوة بدر وصلح الحديبية مثل: المغيرة بن شعبة.
9- الطبقة التاسعة: أهل بيعة الرضوان في الحديبية مثل عبد الله بن عمر.
10- الطبقة العاشرة: الذين هاجروا في الفترة بين صلح الحديبية وفتح مكة مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص.
11- الطبقة الحادية عشرة: الذين أسلموا في فتح مكة، مثل أبي سفيان بن حرب، ومعاوية بن أبي سفيان، وعتاب من أسيد.
12- الطبقة الثانية عشرة: الصبيان والأطفال الذين رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم في فتح مكة وحجة الوداع.
وهذا التقسيم هو الذي جرى عليه أكثر الذين كتبوا في طبقات الصحابة. وهو يؤكد على أن الصحابة ليسوا جميعا في مرتبة واحدة بل هم متفاوتون في المكانة والمنزلة.
-
عدالة الصحابة
وعلى الرغم من كون الصحابة متفاوتين في السابقة والمنزلة والمكانة والتقدير فإنهم كلهم عدول بثناء الله عليهم، لا يحتاجون مع تعديل الله لهم إلى تعديل أحد من الخلق، قال تعالى: (مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الفتح: الآية 29.
وقال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة: الآية 100.
وقال سبحانه: (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) الفتح: الآية 18.
وأثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثناء عاطرا، فقال: "الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه" سنن الترمذي (3862) – كتاب المناقب.
الصحابة في كتب التاريخ
وقد تفرق الصحابة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، واستوطنوا مكة والمدينة والبصرة والكوفة ومصر والمغرب وخراسان وسمرقند يفقهون الناس في دينهم ويعلمونهم شعائر الإسلام، ويروون لهم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصحابى باختصار: (( هو من لقى النبى صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك))
وبمقتضى هذا التعريف المتفق عليه بين علماء الامة يخرج المنافقون الذين بين الله امرهم والمرتدون الذين ارتدوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده ولم يتوبوا أو يرجعوا إلى الإسلام وماتوا على ردتهم
فكلا النوعين ومن حذى حذوهم لا يدخلون بحال فى تعريف الصحابى ولا يدخلون فيمن حكمت الامة بعدالتهم
اما مفهوم عدالة الصحابة رضى الله عنهم
فقد اتفق عليه علماء الامة سلفا وخلفا الا من شذ من فرق الضلال ولا عبرة بخلافهم
واليك طرف مما قاله اهل العلم فى اثبات ذلك على سبيل المثال لا الحصر
قال ابن عبد البر رحمه الله في الاستيعاب :
" قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول " .
وقال ابن الصلاح في مقدمته :
" ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ، ومن لابس الفتنة منهم فكذلك ، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع ، إحساناً للظن بهم ، ونظراً إلى ما تمهد لهم من المآثر ، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة " أهـ .
وقال الإمام الذهبي :
" فأما الصحابة رضي الله عنهم فبساطهم مطوي ، وإن جرى ما جرى ..... ، إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل ، وبه ندين الله تعالى " .
وقال ابن كثير :
" والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة " ثم قال : " وقول المعتزلة : الصحابة كلهم عدول إلا من قاتل علياً قول باطل مردود " ، ثم قال : " وأما طوائف الروافض وجهلهم وقلة عقلهم ، ودعاويهم أن الصحابة كفروا إلا سبعة عشر صحابياً - وسموهم- فهذا من الهذيان بلا دليل " .
واثبات عدالة الصحابة رضي الله عنهم ليس المقصود منه اثبات عصمتهم من المعاصى
ولا امتناع الخطأ والسهو والنسيان عنهم إنما العدالة الثابتة لهم
((هى حالة من الاستقامة في الدين تمنعهم من تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ))
وذلك لبلوغهم القمة فى جميع الفضائل ديناً وخلقاً ، وصدقاً وأمانة فرضى الله عنهم وارضاهم
معنى العدالة في اللغة :
جاء في الصحاح للجوهري : (( العدل خلاف الجور ، يقال : عدل عليه في القضية فهو عادل ، وبسط الوالي عدله ومعدِلته ومعدَلَته ، وفلان من أهل المَعْدَلة ، أي من أهل العدل
وعرفها الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى بقوله : (( المراد بالعدل من له ملكة تحمله على ملازمة التقوى والمروءة ، والمراد بالتقوى : اجتناب الأعمال السيئة من شرك أو فسق أو بدعة ))
وعرفها أيضاً بتعريف آخر فقال : (( والعدل الرضا عند الجمهور من يكون مسلماً مكلفاً حراً غير مرتكب كبيرة ولا مصر على صغيرة . زاد الشافعي : وأن يكون ذا مروءة ))
ويبقى ان اذكرك ان ليس معنى العدل العصمة
وبعد هذا الاختصار .
اختصر عليك ماتريد الوصول اليه .
من البحث عن الشبهات
لعل بعض الشبه تزول عنك
ماحصل بينهم .
ان ماحصل بين الصحابة لاينفى العدل عنهم ماحصل كان له ظروف غير طبيعيه
فشجار بين العائلة يحل بينهم بدون تدخل الغرباء . فما بالك إذ كان هاؤلا الغربا يهود
امثال مؤسس دين الرافظة السبئية عبد الله بن سبا اليهودي لعنه الله .
اختصار لما حدث
رُوِّعت مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان (رضي الله عنه) في واحدة من المآسي الكبرى في التاريخ، ولم يكن مقتله عن ذنب اقترفه أو جرم ارتكبه أو سياسية باطشة التزمها أو ظلم أوقعه على أمته، وإنما استشهد في فتنة عمياء شهدتها المدينة المنورة، دبّر لها من دبّر، وأعد لها مخططوها لتفريق الأمة، وشغلها في حرب طاحنة تلتهم ثرواتها وزهرة شبابها، وتستنفد ثرواتها ومقومات حياتها.
وكان وراء إثارة هذه الفتنة اليهودي "عبد الله بن سبأ"، الذي ادعى الإسلام ، وبث أفكاره الخبيثة بالناس، وأخذ بنشرها في البلاد، وراح يخطط للنَّيل من عثمان بن عفان وولاته؛ فاستجاب له بعض ضعاف النفوس وأهل الأهواء.
الى ان قتلو عثمان رضي الله عنه وارضاه
وطالب معاوية بدم عثمان ولم يخرج لإماره
والحقيقة أن الصحابة الكرام لم يكونو راغبين
في إراقة الدماء، ولا يمكن أن يقع ذلك منهم،
إلا أن أتباع ابن سبأ أفسدوا كل شيء، وأشعلوا الحرب بعد أن قتلوا عثمان بن عفان.
أصدر معاوية إلى كبار رجاله بأن يرفع كل منهم مصحفا على رمحه، إشارة إلى الاحتكام إليه، وارتفعت صيحة في جيشه تقول: كتاب الله بيننا وبينكم، مَن لثغور الشام بعد أهل الشام؟ ومَن لثغور العراق بعد أهل العراق؟ ومن لجهاد الروم؟ ومن للترك؟ ومن للكفار؟ ورُفع في جيش معاوية نحو 500 مصحف.
وارتضى الطرفان
إلى تحكيم القرآن بينهما، وأناب كل واحد منهما شخصا ينيب عنه، ويتفاوض باسمه في القضايا محل الخلاف؛ فأناب "علي" أبا موسى الأشعري، وأناب "معاوية" عمرو بن العاص، وعقد لذلك وثيقة كُتبت في يوم الأربعاء الموافق (13 من صفر سنة 37هـ = 1من أغسطس 657م) عُرفت بوثيقة التحكيم.
أن أنصار الفتنة ساءهم هذا الاتجاه، وأدركوا أن الصلح بين الفريقين لا يتفق وأهدافهم، وسيجعل علي يقوى بانضمام الفريق الآخر إليه، ويجعله قادرا على إقامة الحد عليهم باعتبارهم قتلة عثمان؛ ولذا سارع زعيم الفتنة "عبد الله بن سبأ" و"الأشتر النخعي"
الى
اقتراح ابن سبأ في أن يشنوا غارة بدون علم علي ومعاوية في جنح الليل
وهم نائمون؛ فقام أتباعه بتنفيذ اقتراحه،
وذالك ان يتنابل المنافقون المندسون بين الجيشين
وهذه شهادة من كتبكم لما حصل بعد ذالك