من ال البيت الفقير الى الله
عدد المساهمات : 636 تاريخ التسجيل : 30/03/2009
| موضوع: حوارات عقلية مع الطائفة الشيعية الاثني عشرية الأحد أبريل 04, 2010 8:55 am | |
| [font= Arabic Transparent][size=24]المسألة الأولى: هل الإمامة أصل من أصول الدين؟وهل ثبتت بأدلة قطعية؟
(الإمامة عند الشيعة أصل ) : تزعم الشيعة أن الإمامة أصل من أصول الدين مثل الوحدانية والنبوة والصلاة والزكاة والصيام والحج كما ورد في كتب الروايات والعقائد عندهم.
فأما في الروايات : فقد روى الكليني بسنده عن أبي جعفر أنه قال: "بني الإسلام على خمس: على الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ والولاية، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية، فأخذ النّاس بأربع وتركوا هذه - يعني الولاية -" [أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب دعائم الإسلام: 2/18، رقم 3] ,قال في شرح الكافي في بيان درجة هذا الحديث عندهم: "موثق كالصّحيح" فهو معتبر عندهم. [الشّافي شرح الكافي: 5/28 رقم1487).].
وهنا أسقطوا الشّهادتين من أركان الإسلام، ووضعوا مكانهما الولاية، وعدوها من أعظم الأركان، كما يدل عليه قولهم: "ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية" وكما يدل عليه حديثهم الآخر والذي ذكر فيه نص الرواية السابقة وزاد: "قلت ( أي الراوي): وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل" [color=green]
المسألة الأولى: هل الإمامة أصل من أصول الدين؟وهل ثبتت بأدلة قطعية؟
(الإمامة عند الشيعة أصل ) : تزعم الشيعة أن الإمامة أصل من أصول الدين مثل الوحدانية والنبوة والصلاة والزكاة والصيام والحج كما ورد في كتب الروايات والعقائد عندهم.
فأما في الروايات : فقد روى الكليني بسنده عن أبي جعفر أنه قال: "بني الإسلام على خمس: على الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ والولاية، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية، فأخذ النّاس بأربع وتركوا هذه - يعني الولاية -" [أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب دعائم الإسلام: 2/18، رقم 3] ,قال في شرح الكافي في بيان درجة هذا الحديث عندهم: "موثق كالصّحيح" فهو معتبر عندهم. [الشّافي شرح الكافي: 5/28 رقم1487).].
وهنا أسقطوا الشّهادتين من أركان الإسلام، ووضعوا مكانهما الولاية، وعدوها من أعظم الأركان، كما يدل عليه قولهم: "ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية" وكما يدل عليه حديثهم الآخر والذي ذكر فيه نص الرواية السابقة وزاد: "قلت ( أي الراوي): وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل" [أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب دعائم الإسلام: 2/18، وهو حديث صحيح السند عندهم حسب ما صرح به شيوخهم (انظر: الشافي: 5/59) وقد ورد حديثهم هذا في: تفسير العياشي: 1/191، البرهان: 1/303، بحار الأنوار: 1/394.].
ورووا في أخبارهم أيضًا بأنه: "عرج بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى السّماء مائة وعشرين مرّة ( نعم ماءة وعشرين مرة ببركة الروايات الشيعية تتحول المرة الواحدة إلى ماءة وعشرين مرة وفي كل مرة يشرع الإمامة كما ترى؟؟؟؟؟!!!!) ما من مرّة إلا وقد أوصى الله عزّ وجلّ فيها إلى النّبيّ بالولاية لعليّ والأئمّة من بعده أكثر ممّا أوصاه بالفرائض" [ابن بابويه/ الخصال: ص600-601، بحار الأنوار: 23/69.] " ونحن لاندري لماذا يكرره في كل مرة ؟؟!! هل لنسيان النبي صلى الله عليه وسلم أم ؟؟!! هذا في الروايات .
وأما في مصنفات العقائد فقد اعتمد علماء الاثني عشرية هذا القول وقرروه في مصنفاتهم ونكتفي بإيراد ثلاثة نماذج منها: - قال العالم الاثنا عشري: جعفر سبحاني في كتابه (الملل والنحل) تحت عنوان (هل الإمامة من الأصول أو من الفروع؟) ما نصه: [الشيعة على بكرة أبيهم اتفقوا على كونها أصلاً من أصول الدين] الملل والنحل :/ 257/ -وقال محمد رضا المظفر: [نعتقد أن الإمامة أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها] عقائد الإمامية: ص102. - وقال الخميني: [الإمامة إحدى أصول الدين الإسلامي] كشف الأسرار: ص149. أما (الأصول الأربعة)) التي ذكرت مع الإمامة سابقاً فقد ثبتت بأدلة قطعية من كتاب الله عز وجل عند جميع الأمة و أما : ((الإمامة)) فلم تثبت بدليل قطعي من كتاب الله عز وجل بل ولا من السنة الصحيحة .
(رواية مباني الإسلام عند السنة ) : ولكننا قبل ذلك نورد الرواية الصحيحة التي وردت عن نبينا صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة في بيان الأصول التي بني عليها : ((الإسلام )) والتي اشتملت على أهم ركن في دين الله عز وجل وقد أسقطوه من هذه الرواية والإسلام لا يتم إلا به ولا ندري لماذا أسقطوه من هذه الرواية مع أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها وألحقوا بدلاً منها : (( الولاية)) وأوردوه في روايات أخرى !ــــــــــــــــــــــ هذا الركن هو: (( شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ) ) ذُكرا أصلاً واحداً لعدم صحة أحدهما إلا بالآخر.
فقد ورد في الصحيحين: عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: 1. شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؛ 2. وَإِقَامِ الصَّلَاةِ . 3. وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ. 4. وَالْحَجِّ. 5. وَصَوْمِ رَمَضَانَ ) [رواه البخاري:ح: 7 و مسلم: ح:21] وليس فيه ذكر للولاية !!!
(أدلة أصول الدين من القرآن) : وفيما يلي نماذج من الأدلة القطعية التي ثبتت بها تلك الأصول من كتاب الله عز وجل: 1- الأصل الأول: الألوهية والنبوة: أ ـ الألوهية: الشهادة لله عز وجل بالألوهية وردت في مئات الآيات ومنها: قوله تعالى: ("وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاّ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الرّحْمَنُ الرّحِيمُ" ) [سورة البقرة 163] وقوله تعالى: ("اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ..") [سورة البقرة 255]
ب ـ النبوة: ورد اسم النبي في القرآن صريحاً أربع مرات وأما وصفه بالرسالة والنبوة ونداؤه بها ونحو ذلك فقد ورد في عشرات الآيات نذكر نماذج منها: قال الله تعالى "مّحَمّدٌ رّسُولُ اللّهِ وَالّذِينَ مَعَهُ أَشِدّآءُ عَلَى الْكُفّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكّعاً سُجّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّنَ اللّهِ وَرِضْوَاناً..." [سورة الفتح : 29] وقال الله تعالى: ("وَمَا مُحَمّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرّسُلُ..." [سورة آل عمران :144] وقال تعالى :"قُلْ يَأَيّهَا النّاسُ إِنّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الّذِي لَهُ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لآ إِلََهَ إِلاّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النّبِيّ الاُمّيّ الّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتّبِعُوهُ لَعَلّكُمْ تَهْتَدُونَ" [سورة الأعراف :158] وقال تعالى : "لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رّحِيمٌ" [سورة التوبة :128]
2 - الصلاة: وردت نصوص عدة ببيان فرضيتها والأمر بإقامتها وجعلها شرطاً في الإيمان ونحو ذلك: قال تعالى: ("إِنّ الصّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مّوْقُوتاً" [سورةالنساء :103] وقال تعالى : "وَأَقِيمُواْ الصّلاَةَ وَآتُواْ الزّكَاةَ وَمَا تُقَدّمُواْ لأنْفُسِكُم مّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" [البقرة :110] وقال تعالى: "وَأَنْ أَقِيمُواْ الصّلاةَ وَاتّقُوهُ وَهُوَ الّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ" [سورة الأنعام:72] وقال تعالى: "فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصّلاَةَ وَآتَوُاْ الزّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدّينِ وَنُفَصّلُ الاَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" [سورة التوبة:11]
3- الزكاة: والزكاة تكاد تكون قرينة للصلاة في كل موطن ورد فيه ذكر الصلاة وأما فرضها فمنه: قوله تعالى : ("إِنّمَا الصّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السّبِيلِ فَرِيضَةً مّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" [سورة التوبة:60] وقال تعالى : "وَأَقِيمُواْ الصّلاَةَ وَآتُواْ الزّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرّاكِعِينَ" [سورة البقرة :43]
4- الصيام: قال تعالى : ("يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ" [سورة البقرة 183] وقال تعالى :"شَهْرُ رَمَضَانَ الّذِيَ أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لّلنّاسِ وَبَيّنَاتٍ مّنَ الْهُدَىَ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىَ سَفَرٍ فَعِدّةٌ مّنْ أَيّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللّهَ عَلَىَ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ" [سورة البقرة 185]
5- الحج: قال تعالى: وَللّهِ عَلَى النّاسِ حِجّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنّ الله غَنِيّ عَنِ الْعَالَمِينَ"[سورة آل عمران 97] فها هي الأصول الخمسة قد ثبتت في القرآن بدليل قطعي لا خلاف فيه بين جميع طوائف الأمة فأين الدليل القطعي من القرآن على الإمامة على نحو ما ورد في هذه الأصول وحكمها واحد حسب زعمكم؟ ! ها هو القرآن من أوله إلى آخره ليس فيه ذكر للإمامة التي تزعمون مطلقاً! *فكيف تزعمون أن الإمامة أصل من أصول الدين ثم لا يرد في كتاب الله عز وجل دليل صريح في بيان وجوبها. *فإن قلتم بل ورد أدلة كثيرة. قلنا هاتوا دليلاً واحداً فقط.
(دليل الإمامة من القرآن عند الاثني عشرية) : فإن قلتم: قوله تعالى: "إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" [سورة المائدة: 55] وهذا أهم دليل يحتجون به:
قال شيخ الطائفة - كما يلقبونه - الطوسي: "وأما النص على إمامته من القرآن فأقوى ما يدل عليه قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة، آية: 55.]" [تلخيص الشافي: 2/10.]. وقال الطبرسي: "وهذه الآية من أوضح الدلائل على صحة إمامة علي بعد النبي بلا فصل" [مجمع البيان: 2/128.].
* فنقول : أين ذكر الإمامة في هذه الآية ؟ ! فإن قلتم: ذكرت: "الولاية" فنقول أنتم تتحدثون عن إمامة جعلتموها رمزاً لكم و سميتم أنفسكم بها فلم لا تطلقون على أنفسكم : (( الولاياتية )) بدلاً من : (( الإمامية )) لأنها نص القرآن ؟! * ثم نتجاوز هذا فنقول: كيف فسرتم: ((الولاية )) في هذه الآية بمعنى: (( الإمامة )) وقد سبقها آيات فيها ذكر الولاية على خلاف ما ذكرتم بإجماعكم وإجماعنا ؟ فقد سبقها آيات تذكر: (( الولاية )) ولحقها آيات تذكر: (( الولاية )) وليس معناها: (( الإمامة )) وهذه هي الآيات تأملها جيداً ثم أعجب من إخراج هذه الآية عن سياقها ولحاقها: قال تعالى :"يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنّصَارَىَ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ *فَتَرَى الّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىَ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَىَ مَآ أَسَرّواْ فِيَ أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ *وَيَقُولُ الّذِينَ آمَنُواْ أَهُؤُلآءِ الّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ *يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَهُ أَذِلّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُواْ الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالّذِينَ آمَنُواْ فَإِنّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ *يََأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ الّذِينَ اتّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مّنَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفّارَ أَوْلِيَآءَ وَاتّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مّؤْمِنِينَ *وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصّلاَةِ اتّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنّهُمْ قَوْمٌ لاّ يَعْقِلُونَ *" [سورة المائدة :51ـ 58 ] فكيف استجزتم تفسيرها بالإمامة وفسرتم الأخرى بغير الإمامة كما في تفاسيركم ؟؟! والقرآن مملوء بهذه الكلمة والتي جاءت مسندة إلى الله عز وجل وإلى الناس باشتقاقات متعددة ولم ترد مرة واحدة في هذه الموارد بمعنى : (( الإمامة)) . فما بالها هنا انقلبت لتكون بمعنى (( الإمامة )) ؟؟!!
(معنى الولاية في القرآن غير الولاية الشيعية) : فقد وردت مجردة عن الإضافة في أكثر من عشرين موضعاً من كتاب الله عز وجل بمعنى : النصير أو الحفيظ والرعاية ونحوها . وقال تعالى: "أَلَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا لَكُمْ مّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ" [سورة البقرة 107] وقال تعالى:"وَلَنْ تَرْضَىَ عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النّصَارَىَ حَتّىَ تَتّبِعَ مِلّتَهُمْ قُلْ إِنّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَلَئِنِ اتّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَ الّذِي جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ" [سورة البقرة :120] ووردت مضافة إلى المؤمنين : قال تعالى:"اللّهُ وَلِيّ الّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ وَالّذِينَ كَفَرُوَاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مّنَ النّورِ إِلَى الظّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" [سورة البقرة :257] "إِنّ أَوْلَى النّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلّذِينَ اتّبَعُوهُ وَهَذَا النّبِيّ وَالّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيّ الْمُؤْمِنِينَ" [سورة آل عمران 68] ووردت مضافة إلى الضمير : "بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النّاصِرِينَ"[سورةآل عمران:150] وفسرها هنا بالنصرة كما هو واضح فقال: (( مولاكم )) ثم قال: و: (( هو خير الناصرين )) فالمعنى: (( بل الله ناصركم وهو خير الناصرين )).
وهكذا في بقية الموارد فأين فيها: (( الإمامة )) ؟؟!! *ثم أين في لغة العرب : ((مولاكم )) أو: (( مولاهم )) أو: (( مولاه)) أو: ((وليكم)) أو(وليه)) أو(وليهم)) ونحوها بمعنى: ((إمامهم)) لو أراد الله عز وجل الإمامة لصرح بها فقال : (( عليًّ إمامكم)) أو قال سبحانه : ((عليًّ والٍ عليكم )) أو قال : ((ولي أمركم)) فهذا الذي يتفق مع مكانة الإمامة لو كانت أصلاً فلِمَ لم يصرح عز وجل باسم : ((عليٍّ )) ووصْفِه بـ : ((الإمامة )) كما صرح عز وجل بالأصول الأخرى؟؟!!
(تفسير الولاية بالرواية ينقض دلالتها بنفسها ) : *فإن قلتم نفسرها بما ورد في كتب التفسير من أن سبب نزولها في علي رضي الله عنه. قلنا: إذن النص لا يدل بنفسه على الإمامة ولا يفهم إلا بنص من السنة فكيف تزعمون أن الإمامة ثبتت بدليل قطعي والدليل القطعي لا يسمى قطعياً إلا إذا كان أولاً بنفسه باتفاق جميع الأصولي فكيف جاءت جميع الأصول السابقة بأدلة قطعية من القرآن الكريم دالة بنفسها على تلك الأصول بحيث لا تحتاج إلى بيان من خارجها ثم ترد : (( الإمامة )) بدليل يحتاج في تفسيره إلى دليل خارجي وهي من مسائل الأصول التي يترتب عليها كفر وإيمان وجنة ونار - حسب زعمكم -؟ !
(سبب نزول الآية) : *ثم نقول: ما ذكرتموه من الدليل الخارجي وهو: سبب النـزول لم يصح فكيف تعتمدون في دينكم على دليل لا يصح!! ثم نقول:هل تستطيعون تصحيحه أنتم ؟؟!!حتى على منهجكم الجديد الذي استحدثتموه ؟! *ثم نقول قد ورد في سبب النـزول أدلة أخرى على خلاف ما ذكرتم حيث ورد أن سبب النـزول كان في عبادة بن الصامت وهو أصح من دليلكم فأين الدليل القطعي الذي قسمتم الأمة بسببه إلى طائفتين متعادين متقاتلين ؟ ! قال الطبري: (( القول في تأويل قوله : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) } : يعني تعالى ذكره بقوله:"إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا"، ليس لكم، أيها المؤمنون، ناصر إلا الله ورسوله، والمؤمنون الذين صفتهم ما ذكر تعالى ذكره. فأما اليهود والنصارى الذين أمركم الله أن تبرأوا من وَلايتهم، ونهاكم أن تتخذوا منهم أولياء، فليسوا لكم أولياء لا نُصرَاء، بل بعضهم أولياء بعض، ولا تتخذوا منهم وليًّا ولا نصيرًا )) ثم قال : (( وقيل إن هذه الآية نزلت في عبادة بن الصامت، في تَبَرُّئِه من وَلاية يهود بني قينقاع وحِلفهم، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.)) وروى بسنده أنه : (( لما حاربت بنو قينقاع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، مشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم= وكان أحد بني عوف بن الخزرج= فخلعهم إلى رسول الله، وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حِلفهم، وقال: أتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حِلف الكفار ووَلايتهم! ففيه نزلت: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) }= لقول عبادةَ:"أتولى الله ورسوله والذين آمنوا"، وتبرئه من بني قينقاع ووَلايتهم= ثم روى عن أبي جعفر الباقر أنه فسرها بولاية جميع المؤمنين .
فقد روى بسنده - وكذلك ابن أبي حاتم وغيرهما - عن عبد الملك ابن أبي سليمان - تلميذ أبي جعفر- عن أبي جعفر قال: ( سألته عن هذه الآية: "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" قلت: من الذين آمنوا؟ قال: الذين آمنوا! .
قلنا: بلغنا أنها نزلت في علي بن أبي طالب! قال: عليٌّ من الذين آمنوا). ورويا كذلك أنها نزلت في علي ابن أبي طالب ولكن سند الرواية في عبادة أصح. وهذا للتنبيه لا للاستدلال إذ رأينا كثيراً من علماء الشيعة يوهم الناس بأن أهل السنة متفقون على أن الآية نزلت في علي رضي الله عنه فقط ولا يذكر الخلاف ولا درجته وهذا مخل بالأمانة العلمية. ثم هذا من باب التنزل لا أننا نقر بجواز الاستدلال على الأصول بغير القرآن .
(لِمَ لَمْ يُذكر اسم علي في القرآن) : *ثم نقول: ما الذي يمنع الله عز وجل من تسمية الإمام علي رضي الله عنه باسمه في القرآن الكريم لوكان سبحانه يريد أن ينصبه إماماً ويسند الإمامة إليه صراحة إذ ذلك الذي يرفع النزاع كما رفعه عز وجل في بقية الأصول خاصة وأنه يترتب عليه كفر وإيمان وجنة ونار حسب زعمكم ؟!
*فإن زعمتم أن التصريح به قد يؤدي إلى تغيير القرآن كما زعم الخميني حيث قال لو كانت مسألة الإمامة قد تم تثبيتها في القرآن فإن أولئك الذين لا يعنون بالإسلام والقرآن إلا لأغراض الدنيا والرئاسة كانوا يتخذون من القرآن وسيلة لتنفيذ أغراضهم المشبوهة ويحذفون تلك الآيات من صفحاته ويسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد...!!!) [ كشف الأسرار : 13 ]
قلنا:هذا القول من أخطر الأقوال على قائله إذ مؤدى ذلك: تكذيب لرب العالمين الذي قد وعد بحفظ كتابه ووعدُ الله عز وجل متحقق لا محالة والذي يعتقد أن رب العالمين لا يستطيع أن يحفظ كتابه إذا صرح بالإمامة فإن ذلك كفر به عز وجل. يقول سبحانه وتعالى : "إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [سورةالحجر: 9]
(لاتقوم الحجة إلا بذكر الإمامة في القرآن كبقية أصول الدين): *ثم عوداً على بدء فنقول :كيف يفرض سبحانه ((أصلاً )) على الأمة ثم لا يبينه في كتابه خشية التغيير ؟ ! ما ذنب الناس الذين لايجدون في كتابه سبحانه دليلاً واضحاً على مراده - لوكان ذلك مراده سبحانه-كما يجدونه في بقية الأصول ثم يُطلب منهم أن يعتقدوه ويحاسبهم عليه ولا يقبل منهم عملاً إلا به؟! إن هذا لا يقبله عقل سليم .
ويحسن هنا أن نتبع هذه المسألة التي اشتملت على أهم دليل للشيعة على الإمامة من القرآن - والذي تبين لنا عدم دلالته - أهم دليل لهم من السنة في مسألة جديدة .
وإن كانت هذه المسألة- التي هي الإمامة على حسب زعمهم- ليست من الفروع التي يبحث عنها في الــسنة لكن لـبيان ضعف الاستدلال حتى من خارج القرآن .
( يتبع المسألة الثانية .. إن شاء الله . ) | |
|
من ال البيت الفقير الى الله
عدد المساهمات : 636 تاريخ التسجيل : 30/03/2009
| موضوع: رد: حوارات عقلية مع الطائفة الشيعية الاثني عشرية الأحد أبريل 04, 2010 8:58 am | |
| المسألة الثانية : أهم دليل عند الاثني عشرية في الإمامة من السنة : {حديث الغدير }
تزعم الشيعة الاثنا عشرية أنه قد وردت أحاديث كثيرة تقرر إمامة علي ابن أبي طالب رضي الله عنه من أهمها : ((حديث الغدير))وأوردوا فيه ألفاظاً كثيرة لايصح منها إلا ما سيأتي ذكره وهو: (متن حديث الغدير ) ((من كنت مولاه فعلي مولاه ))أما الألفاظ الأخرى التي يضيفونها إلى هذا اللفظ فإنها كلها لم تصح .
ونحن لانستبيح الاحتجاج بالحديث الضعيف أو المكذوب في فروع ديننا - فكيف بالأصول ولله الحمد والمنة - ولا نرضاه من غيرنا . ولذلك فإننا نكتفي هنا بالوقوف مع المكان والزمان الذي قيل فيه هذا الحديث والأشخاص الذين حضروا ذلك الموقف ليتضح لنا المراد من هذا الحديث بعد ذلك من خلال النظر العقلي.
( مكان وزمان إعلان الحديث )
هذا الحديث – كما ورد – قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد انتهاء الحج وهو في طريقه إلى المدينة على بعد أكثر من ماءة وخمسين ميلاً من مكة في مكان يسمى ((غدير خم)ولم يكن معه إلا أهل المدينة وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة.
فلم يحضره أهل مكة ولا أهل الطائف ولا أهل اليمن ولا أهل اليمامة ولا أهل بقية المدن الأخرى لأنهم قد اتجهوا إلى بلدانهم من مكة وليس هذا المكان في طريقهم . *والسؤال: إذا كان هذا الحديث هو :إعلان الإمامة العظمى للأمة والتي هي أصل من أصول الدين حسب دعوى الشيعة الإمامية فلماذا يترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم الموقف العظيم: عرفات أو منى أو مكة والناس مجتمعون فيها ـ وهذا أمر يخصهم جميعاً ـ ثـم لا يعلنه إلا لأصـحابه من أهـل المـدينة فقط ؟ !
لا أظن أن عاقلاً يحترم عقله - بعد أن عرف مكان وزمان إعلان الحديث - يزعم بعد ذلك أن هذا الحديث يراد به الإمامة العظمى ولا يُعلن إلا لفئة من المسلمين! ثم إن الشيعة تزعم أن الصحابة كتموا هذه الوصية .
فنقول :هل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم أنهم سيكتمون الوصية أم لا ؟ فإن قلتم: نعم. قلنا: إذن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يريد تنفيذ الوصية لأنه ترك المسلمين الذين سيشهدون على هذه الوصية في أعظم مكان ثم أعلنها في طائفة منهم غير أمناء عليها-حسب زعمكم فيهم -!! وإن قلتم: لا يعلم!! * قلنا:هل الله عز وجل كان يعلم أم لا يعلم ؟ ! فإن قلتم: كان يعلم ولا شك. قلنا:فلماذا لم يأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلن في جموع المسلمين في يوم الحج لتقوم الحجة على كل الأمة ويضمن عدم كتمانها؟! كيف يترك الله عز وجل الناس -الذين يصل تعدادهم قرابة ماءة ألف- يتفرقون بعد الحج ثم يـأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يعلن الإمامة في فئة يعلم عز وجل أنهم سيخونونها - حسب معتقدكم - ؟!
إذن الله عز وجل لم يرد أن تنفذ الوصية !! والعجب أن بعض علماء الشيعة زعموا أن هذا المكان يجمع جميع الحجاج ؟ ! وهذا القول لا يستحق الرد لأن كل من حج من الشيعة يعلم كذب هذا الزعم ، فهم يجتمعون في هذا المكان اليوم ويتخذونه عيداً كل عام بعد الحج في اليوم الثامن عشر وهو مكان بعيد جداً عن مكة كما تقدم ولا يسلكه إلا أهل المدينة.
(سبب ورود الحديث)
* وقد يقول قائل: إذا كان هذا الحديث لا يراد به الإمامة العظمى فما هو المراد به إذن ؟ فنقول: ورد في روايات الطبري ما يبين السبب الذي من أجله قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال بعيدا عن وفود الحجيج.
فقد ذُكر أن عليا لما رجع من اليمن كان قد وقع بينه وبين بعض الصحابة شيء من الجفاء مما لزم بسببه أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما قال.
روى ابن جرير بسنده عن يزيد بن طلحة بن يزيد بن ركانة أنه قال: (( لما أقبل علي بن أبي طالب من اليمن ليلقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة تعجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، واستخلف على جنده الذين معه رجلاً من أصحابه ، فعمد ذلك الرجل ، فكسا رجالاً من القوم حللاً من البز الذي كان مع علي بن أبي طالب ؛ فلما دنا جيشه ؛ خرج علي ليلقاهم ؛ فإذا هم عليهم الحلل . فقال : ويحك ما هذا ؟! قال : كسوت القوم ليتجملوا به إذا قدموا في الناس . فقال : ويلك ! انزع من قبل أن تنتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال : فانتزع الحلل من الناس ، وردها في البز . وأظهر الجيش شكاية لما صنع بهم .))
وبهذا يتضح السبب الذي جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب في الصحابة بعد ماتفرق الناس ولم يبق إلا أصحابه ويذكرهم بفضل علي رضي الله عنه.
فالقضية إذن لا تختص بـ ((الإمامة)) وإنما تختص بقضية خلافية بين علي رضي الله عنه وبعض الصحابة ولا يصلح إعلانها على رؤوس الناس في الحج.
قد يقال: لماذا إذن لم يؤخر الحديث إلى المدينة؟ قلنا: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مُرَبِّي الأمة والحريص على مداواة جراح النفوس والتي قد حدث بينها وحشة ولا زالت الطريق طويلة إلى المدينة فرأى أن بقاء الوحشة إلى المدينة لا يليق بأصحابه خاصة وأن أصحاب القضية معه وأهل المدينة الذين بقوا فيها لحراستها ولم يحجوا لا علاقة لهم بالقضية.
كما أنه رأى أن إعلان القضية أمام الناس في الحج لا يصلح فأجل إعلان القضية حتى إذا انفرد بأصحابه عاجل بعلاج ما وقع بينهم من الجفوة ببيان مكانة علي رضي الله عنه ليراجع أولئك النفر موقفهم منه إذا كانوا يحبون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحرصون على مرضاته فقال : (( من كنت مولاه فعلي مولاه )) كلمة موجزة مطهرة لما في القلوب. فهو إعلان في وقته. تقدمه لا يصلح. وتأخره لا يصلح. وبهذا يتبين أن الأمر له سبب خاص بطائفة من الأمةلا بكل الأمة.
(ألفاظ زائدة في الحديث لاتصح )
وأما ما زِيد في الحديث من ألفاظ مكذوبة ليكون في الإمامة العظمى فالتأمل في الحادثة ومكانها وزمانها كافٍ في إبطالها إذ لو كانت في الإمامة لكانت في مكان آخر - وهو مكة مجمع الحجاج - وزمان آخر - وهو أيام الحج - ومع جميع الحجاج لأنها تتعلق بالأمة ولا أظن أن الطالب للحق يحتاج أكثر من ذلك لينكشف له الحق .
(زيادة ألفاظ الحديث لا تصح وهي ضد مقصودهم )
ومن الألفاظ التي زادوها( اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) ورغم أنها لا تصح إلا أنها تفسر معنى الموالاة التي في الحديث بأنها: (( المحبة )) لا : (( الإمامة )) إذ لو أراد الإمامة لقال : (( اللهم وال من أطاعه وعاد من عصاه )) فقد ذكر الموالاة وضدها وهي : (( العداوة )) وهذه تتناسب مع سبب الحديث الذي هو الجفاء الحاصل من بعض الصحابة لعليٍ رضي الله عنه؛ والجفاء من مقدمات العداوة فكان الحديث علاجاً لهذه المقدمات التي يخشى أن تنتهي إلى العداوة بسبب ماحدث في هذه السفرة بين عليٍ رضي الله عنه وبين إخوانه من الصحابة رضي الله عنهم .
(روايات أخرى منقوضة بأصح منها)
*ثم قد يقال : هناك عشرات الأحاديث غير هذا الحديث تقرر الإمامة قلنا : وهناك عشرات الأحاديث أصح منها تبطل هذه الدعوى. *فإن قيل : هناك روايات عن علي رضي الله عنه تثبت الوصية . قلنا:بل هناك روايات أصح منها في كتبكم وفي كتبنا عن علي رضي الله عنه ينكرفيها الوصية ويعترف فيها بخلافة الخلفاء الثلاثة
(نهج البلاغة يبطل دعوى الإمامة ) :
وكتاب نهج البلاغة المعتمد عند الاثني عشرية يشتمل على بعضٍ منها ومنها: 1 ) قوله رضي الله عنه : ( دعوني والتمسوا غيري، فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول، وإن الآفاق قد أغامت ، والمحجة قد تنكرت، واعلموا أني إن أجبتكم ركبت لكم ما أعلم، ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب، وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيراً خير لكم منى أميراً [نهج البلاغة خطبة رقم (92)، ص 236] فهو يطلب إعفاءه من الإمامة ولو كان إماماً من الله عز وجل ما جاز له ذلك .
ثم يؤكد أن الأفضل لهم أن يكون الخليفة عليهم غيره وهذا يدل على أنه ليس لديه علم بالإمامة المزعومة وإلا لما جاز أن يقبل بغيره إماماً .
2) ويقول كذلك كلاماً أكثر صراحة وأشد وضوحاً مما تقدم حيث يقول: ( بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضا، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على أتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى ) نهج البلاغة، كتاب إلى معاوية رقم (6) ، ص 526.. فيقرر أن الإمامة شورى وليست نصاً من الله عز وجل وأن من ولوه أمرهم استحق أن يسمى : إماماً وإلا فلا . والإمامة لو كانت من الله عز وجل لما سقطت عنه سواء ولاه الناس أم لا. ثم هو هنا يقرر أن من سماه الصحابة إماماً استحق أن يوصف بالإمامة والصحابة وهو منهم رضي الله عنه وعنهم قد رضوا أبا بكر وعمر وعثمان وسمو هم خلفاء فذلك لله رضا كما ذكر رضي الله عنه.
هذه النصوص الواردة عن علي رضي الله عنه وتلك التساؤلات العقلية تبين كذب تلك الروايات التي فرقت الأمة وقسمتها إلى فريقين متناحرين.
(المانع من البحث والنظر في صحة الروايات) :
*ولكن الروايات الموضوعة الإمامة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته التي توهم الناس أن الله عز وجل قد نصب أئمة من آل البيت وأن اعتقاد إمامتهم نجاة وأن عدم اعتقاد إمامتهم مهلكة ولو عبدوا الله عز وجل !! ووضعوا لذلك آلاف الأحاديث تذكر الأجر العظيم لمن تبعهم وتذكر العقاب الأليم لمن تخلى عنهم فتجعل الناس يسيرون خلف هذا المعتقد بسياط الترهيب والترغيب . فألهبوا العاطفة التي خدرت العقل ولم تسمح له بالتفكير.
*والله عز وجل قد أكرم الإنسان بالعقل فلا يجوز له أن يلغي عقله ويسير خلف هذه الروايات التي تحرمه لذة الإيمان ومعرفة الحق الذي جاء به سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم ليتبع روايات كاذبة على آل البيت.
*وإذا أردت أيها الشيعي النجاة فاقرأ القرآن بعيداً عن الروايات لترَ الدين الصحيح من خلاله فإنه محفوظ بحفظ الله عزوجل : "لاّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ" [سورة فصلت :42] فهو حجة الله على الناس إلى يوم القيامة وإياك وسجن القرآن في سجن الروايات.
(الكذب على آل البيت ) :
*إن آل بيت النبوة مكذوب عليهم. قال جعفر الصادق : (رحِم اللهُ عبداً حبّبنا إلى الناس ولم يبغّضنا إليهم، أما والله! لو يروون محاسِن كلامنا لكانوا به أعز، وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء، ولكنّ أحدهم يسمع الكلمة فيحط عليها عشراً) الكافي: (8/229).
وقال أيضاً: (إن ممن ينتحل هذا الأمر - يعني من: يدَّعي أتباعهم- ليكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه) الكافي: (8/254)، بحار الأنوار، (25/296)، رجال الكشي: (ص:297).
وقال كذلك: (إن الناس أولعوا بالكذب علينا) بحار الأنوار: (2/246). وقال : (إنّا أهل بيت صديقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس ) رجال الكشي: (ص:108)، بحار الأنوار: (25/287).
وهذا يفسر لنا سبب كثرة الأحاديث المناقضة للقرآن الكريم والمتناقضة مع بعضها والروايات التي صورتهم في غاية الضعف والمهانة أمام الخلفاء والحكام . فكيف يليق بالمسلم أن يثق في الرواة بعد أن قال فيهم آل البيت أن أحدهم : (( يسمع الكلمة فيحط عليها عشراً)) و: ((يكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه) ؟! إنها شكوى مريرة ممن أحاطوا بهم وكذبوا عليهم .
إن هؤلاء الأئمة قد عاشوا في زمن الخوف كما تذكره رواياتكم فمتى وأين حدثوا بهذه الأحاديث؟؟!! ثم لماذا يؤخذ الدين من رواة في زمن وجود الأئمة ؟؟!! فإن هذه الروايات نقلت عن إمام سابق في عهد إمام جديد ؛وهذا يبطل الفائدة من وجوده .
(براءة الإمام علي رضي الله عنه مما وصف به في روايات الشيعة )
أما الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه فمعاذ الله أن يكون كما تصوره رواياتهم وهو الشجاع الذي هو من ذؤابة قريش من بني هاشم أعز العرب نسباً وأكرمها خلقاً وأشجعها نفساً يرضى بتلك المهانة - ولا أحد من ذريته رضي الله عنهم يرضى بتلك الصورة التي في روايات الاثني عشرية عنهم -.
فكيف وقد جمع علي رضي الله عنه إلى ذلك الشرف في الجاهلية شرف الإسلام. فكان من أول من أسلم وتربى في حجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثاً وعشرين سنة في ظل الإسلام ثم يُزعم أنه أُوصى إليه بالإمامة فخاف أو جبن عن إعلانها حماية لنفسه ولم يكتف بذلك بل بايعهم وتزوج من سبيهم وسمى أبناءه بأسمائهم وصلى خلفهم وهم قد اغتصبوا منه الإمامة !!
(تنازل الحسن )
ويتبعه ابنه الحـسن فيتنازل بالخلافة لمن يعتقد أنه كافر حــسب زعمكم حفاظاً على نفسه فيخدع الأمة ويوقعها في هذا اللبس !! سبحانك هذا بهتان عظيم. فهل آن الأوان للعقلاء أن يصحوا وللنائمين أن يستيقظوا ؟ ! آمل ذلك وما ذلك على الله عزوجل بعزيز.
والله الهادي إلى سواء السبيل. | |
|
من ال البيت الفقير الى الله
عدد المساهمات : 636 تاريخ التسجيل : 30/03/2009
| موضوع: رد: حوارات عقلية مع الطائفة الشيعية الاثني عشرية الأحد أبريل 04, 2010 8:59 am | |
| المسألة الثالثة: هل الإمامـــة كالنبوة؟؟
(الإمامة عند الإمامية كالنبوة )
يزعم الشيعة الاثنا عشرية أن الإمامة كالنبوة ماعدا الوحي - في الظاهر - يقول محمد حسين آل كاشف الغطا أحد مراجع الشيعة في هذا العصر: "إنّ الإمامة منصب إلهي كالنّبوّة، فكما أنّ الله سبحانه يختار من يشاء من عباده للنّبوّة والرّسالة ويؤيّد بالمعجزة التي هي كنصّ من الله عليه.. فكذلك يختار للإمامة من يشاء ويأمر نبيّه بالنّصّ عليه وأن ينصبه إمامًا للنّاس من بعده" [أصل الشّيعة وأصولها: ص58.].
تنبيه سريع على عبارة كاشف الغطا قبل الحوار فأقول: لماذا يا سيادة المرجع تقول إن الله عز وجل: { يأمر نبيّه بالنّصّ عليه } -أي على الإمام - ولا ينص هو عز وجل عليه في القرآن وأنتم تزعمون أن الإمامة مثل النبوة ؟؟؟!!! فالله عز وجل قد نص على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم والإمامة كما زعمتم مثل النبوة ولو كانت الإمامة كما زعمتم لنص عليها الله عز وجل !!
وهذا اعتراف ينقض دعوى : أن القرآن نص على الإمامة كما يزعمه كثير من علماء الطائفة ودعوى : أن الإمامة مثل النبوة عند جميع الطائفة إذ لوكانت مثلها لنص عليها عز وجل كما نص على النبوة !!
(إتهام قول الخميني النبي صلى الله عليه وآله سلم)
ثم إذا كان الله عز وجل قد أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن ينص عليها حسب زعمكم فإن شريككم في المذهب : الخميني قد خالفكم وادعى دعوى خطيرة تنقض مذهبكم من أساسه فأعلن : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقم بالإبلاغ عن الإمامة كما أمر ه الله عز وجل ـ حسب زعمه ـ فقال: (وواضح أنَّ النبي لو كان بلغ بأمر الإمامة طبقًا لما أمر به الله وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك ولما ظهرت ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه ) !!!![كشف الأسرار/155/]. ما أخطره من كلام وما أسوأه !!!
فالخميني يؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قصر في إبلاغ الرسالة عما أمره ربه ـ حاشاه صلى الله عليه وسلم ـ ولا ندري كيف عرف الخميني أن ربه عز وجل قد أمره بالإبلاغ ثم إنه لم يمتثل الأمر فيبلغ البلاغ المبين !!!! . والله حسيبه على هذه المقولة الشنيعة. ولكننا هنا نفترض أننا لم نطلع على هذا الكلام الذي ينقض بعضه بعضاً ونتابع الحوار.
(إذا كانت الإمامة كالنبوة يلزم نصرتها ):
*فنسأل: إذا كانت الإمامة مثل النبوة ــ كما تزعمون ــ فإن ذلك يلزم منه أن ينصر الله عز وجل صاحبها. فإن الله سبحانه قد نصر نبينا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم على قومه. قال تعالى: "إِلاّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيّدَهُ بِجُنُودٍ لّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الّذِينَ كَفَرُواْ السّفْلَىَ وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" [سورة التوبة : 40] فهل تعتقدون أن الله عز وجل نصر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أم لا؟:
فإن قلتم نصره: قلنا: لِمَ لم ينصر الإمام النائب عنه وحكم الإمامة حكم النبوة عندكم ؟ ! فإن قلتم لم ينصر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم . قلنا :هذه دعوى يكذبها الواقع. ثم إن قلتم نصره . قلنا : بمن نصره ؟ ! فإن قلتم بالصحابة قلنا: من هم الصحابة الذين نصروه ؟ فإن قلتم أربعة أشخاص أو سبعة ؟ قلنا: هذا قول من لا يعقل. إذ كيف سبعة ينصرونه على آلاف وقد كان في مكة معه مئات ولم ينتصر ؟ ! ثم إن قلتم أكثر من ذلك. قلنا سموهم ! فإن قلتم: كثير منهم غير معروفين. قلنا: كيف عرفتموهم ؟ فإن قلتم: نصره الله عز وجل بسيف على رضي الله عنه - كما تزعمه رواياتكم - قلنا: سيف علي من السيوف التي نصرت الإسلام وليس هو وحده الذي انتصر به الإسلام ولو كان سيف علي وحده الذي نصر الإسلام لانتصر به على معاوية وهو أحوج ما كان إلى النصر.
فما باله لم ينتصر على معاوية والسيف هو السيف؟ ! *ثم نسأل:هل الله عز وجل نصر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في حياته فقط أو نصره في حياته وبعد موته؟! فإن قلتم: نصره في حياته فقط. قلنا: ما الفائدة في نصر ضاع بعد موته ؟. وهل النصر المقصود منه نصر دينه أم نصر شخصه ؟.
*ثم نسأل: لماذا أنزل الله عز وجل هذا الدين ؟ فإن قلتم: ليتبعه الناس ويتقربوا به إلى الله عز وجل ؟ قلنا: لم يحصل إلا فترة زمنية قصيرة على مذهبكم. فأين الفائدة من نزوله ؟ فإن الإمام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يتمكن من حفظ الدين وتطبيقه في المجتمع حسب زعمكم .. ولم يتمكن من جاء بعده من الأئمة الذين زعمتموهم أئمة من تطبيقه حتى انقطع النسل على الصحيح ـ أواختفى على مذهبكم ـ.؟
(هروب الدين )
*فإن قلتم: إن الدين سوف يظهر على يد المهدي المختفي آخر الزمان!! سألنا: دين ينـزله الله عز وجل من السماء: هو أعظم دين . على أعظم نبي . بأعظم كتاب . ليبقى محفوظاً في السرداب مع المهدي حتى يخرج فتحرم منه البشرية أكثر من ألف سنة ولا زال الحرمان مستمراً لعدم وجود شخصية مناسبة أو لهروبها بالدين؟ !
*ثم كيف يستطيع المهدي أن يعلن الدين ويطبقه ؟ ! فإن قلتم: إن الله عز وجل يقيِّض له أنصاراً وأعواناً. قلنا: هل هو أكرم من علي رضي الله عنه بل هل هو أكرم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي لم يُقَيِّض الله عز وجل له من ينصر دينه وإنما نصروه ظاهراً أو مؤقتاً ثم يدخر هذا الفضل لمولود اختفى من ألف سنة حسب زعمكم ؟ ! فإن كان الله عز وجل هو الذي ينصر فلماذا لم ينصر أعظم البشر وهو نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وينصر الإمام بعده علياً رضي الله عنه– حسب زعمكم – وقد أ وردتم فيه آلاف الروايات تشركه مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم . في كل خصائصه وفضائله ما عدا النبوة ـ حسب الظاهر ـ .
فلو كان لـه كل ذلك الفضل ألا يستحق أن ينصره الله عز وجل ويقر عينه بنصر مؤزر يعز المؤمن ويذل الكافر؟؟!! ما باله عاش ضعيفا مظلوماً كما تصوره رواياتكم وحاشاه رضي الله عنه من ذلك. *ثم ما هي فائدة إمامةٍ لم يستطيع أن يحقق المقصود منها ؟ !
(مواقف تنقض دعوى الإمامة)
*ثم نسأل: إذا كان على رضي الله عنه إماماً من الله عز وجل وهو يعلم ذلك وأن الإمامة أصل من أصول الدين لا يتم الدين إلا بها ومن لم يقل بها فهو كافر. فما باله رضي الله عنه بقي مع الخلفاء الثلاثة طيلة خلافتهم ولم يهاجر في أرض الله عز وجل يبحث عن الناصر كما هاجر نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من مكة عندما لم ينصره قومه إلى المدينة ؟!
*ثم كيف يبايع علي رضي الله عنه الخلفاء الثلاثة وهم على مذهب جمهوركم كفارـ ؟ ! *ثم كيف يصلي معهم وخلفهم طيلة هذه المدة وهم كفار ؟ ! *ثم كيف يتزوج من سبي أبي بكر من بني حنيفة وأحكام الإمام الكافر لا تنفذ ؟ فقد تزوج الحنفية وولد له منها ابنه"محمد ابن الحنفية" *ثم ما باله يرضى بتزويج ابنته: ((أم كلثوم )) من عمر وعمر كافر –عند جمهوركم- هل يرضى مسلم بله إماماً منصوباً من الله عزوجل أن يزوج ابنته من رجل كافر وهو راض أو غير راضٍ ولا ينتصر لابنته ؟ !
(تسمية علي أولاده بأسماء الخلفاء)
*ثم لم يكتف علي بذلك كله بل سمى أولاده بأسماء هؤلاء الخلفاء ـ الكفار عندكم ـ وقد اغتصبوا الخلافة منه ومنعوه من القيام بما أُوصي به إليه حسب زعمكم. فقد سمى أولاده: أبا بكر وعمر وعثمان ! ما الذي أجبره على بذلك ؟ ونكتفي هنا بذكر من سُمي بأبي بكر وباسم ابنته عائشة رضي الله عنهما كنموذج للبقية إذ هو الذي زعمتم أنه اغتصب الخلافة من آل البيت !!
فهذا العالم الشيعي الملقب عند الا ثني عشرية بـ : (( المفيد )) يورد أسماء أولاد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ويذكر منهم : أبا بكر فيقول : "ذكر أولاد أمير المؤمنين (ع) وعددهم وأسمائهم ومختصر من أخبارهم". "محمدالأصغر المكنى بأبي بكر وعبيد الله، الشهيدان مع أخيهما الحسين (ع) بالطَّف أمهما ليلى بنت مسعود الدارمية" ["الإرشاد" ص186]
ويقول اليعقوبي الشيعي عن علي رضي الله عنه أنه: ( كان له من الولد الذكور أربعة عشر ذكراً : الحسن والحسين …… وعبيد الله وأبو بكر لا عقب لهما أمهما يعلى بنت مسعود الحنظلية من بني تيم" ["تاريخ اليعقوبي" ج2 ص213]. وذكر الأصفهاني في "مقاتل الطالبيين" تحت عنوان "ذكر خبر الحسين بن علي بن أبي طالب ومقتله ومن قتل معه من أهله" وكان منهم "أبو بكر بن علي بن أبي طالب وأمه يعلى بنت مسعود... ذكر أبو جعفر أن رجلاً من همدان قتله، وذكر المدائني أنه وجد في ساقية مقتولاً، لا يدرى من قتله" ["مقاتل الطالبين" لأبي الفرج الأصفهاني الشيعي ط دار المعرفة بيروت ص142، "جلاء العيون" للمجلسي ص582].
وهل هذا إلا دليل حب ومؤاخاة وإعظام وتقدير من عليّ لأبي بكر الصديق رضي الله عنهما؟؟!! ثم هذا أكبر أنجاله: ابن فاطمة رضي الله عنها وسبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :الحسن بن علي رضي الله عنه - الإمام المعصوم الثاني عندكم - أيضا يسمي أحد أبنائه بهذا الاسم كما ذكره اليعقوبي فيقول: "وكان للحسن من الولد ثمانية ذكور وهم الحسن بن الحسن وأمه خولة … وأبو بكر وعبد الرحمن لأمهات أولاد شتى وطلحة وعبيد الله" ["تاريخ اليعقوبي" ج2 ص228، منتهى الآمال ج1 ص240]. ويذكر الأصفهاني "أن أبا بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب أيضاً كان ممن قتل في كربلاء مع الحسين قتله عقبة الغنوي" ["مقاتل الطالبين" ص87]. والحسين بن علي أيضاً سمى أحد أبنائه باسم الصديق كما يذكر المؤرخ الشيعي المشهور بالمسعودي في "التنبيه والإشراف" عند ذكر المقتولين مع الحسين في كربلاء فيقول : "وممن قتلوا في كربلاء من ولد الحسين ثلاثة، علي الأكبر وعبد الله الصبي وأبو بكر بنوا الحسين بن علي" ["التنبيه والإشراف" ص263].
وورد: "أن زين العابدين بن الحسن كان يكنى بأبي بكر أيضاً" ["كشف الغمة" ج2 ص74]. وأيضاً حسن بن الحسن بن علي، أي حفيد علي بن أبي طالب سمى أحد أبنائه أبا بكر كما رواه الأصفهاني عن محمد بن علي حمزة العلوي أن ممن قتل مع إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب كان أبو بكر بن الحسن بن الحسن. والإمام السابع عند الشيعة موسى بن جعفر الملقب بالكاظم أيضاً سمى أحد أبنائه بأبي بكر. وأما الأصفهاني فيقول: إن ابنه علي - الإمام الثامن عندهم - هو أيضاً كان يكنى بأبي بكر، ويروى عن عيسى بن مهران عن أبي الصلت الهروي أنه قال: سألني المأمون يوماً عن مسألة، فقلت: قال فيها أبو بكرنا، قال عيسى بن مهران: قلت لأبي الصلت: من أبو بكركم؟ فقال: علي بن موسى الرضا كان يكنى بها وأمه أم ولد" ["مقاتل الطالبين" ص561، 562].
و أما التسمية بعائشة فقد سمى موسى الكاظم ــ الإمام السابع عندهم ــ إحدى بناته أيضاً باسم بنت الصديق، الصديقة عائشة كما ذكر المفيد تحت عنوان "ذكر عدد أولاد موسى بن جعفر وطرف من أخبارهم". فقال : (وكان لأبي الحسن موسى عليه السلام سبعة وثلاثون ولداً ذكراً وأنثى منهم علي بن موسى الرضا عليهما السلام …… وفاطمة …… وعائشة وأم سلمة ) ["الإرشاد" ص302، 303، "الفصول المهمة" 242، "كشف الغمة" ج2 ص237]. كما سمى جده علي بن الحسين إحدى بناته، عائشة" ["كشف الغمة" ج2 ص90]. وأيضاً - الإمام العاشر عندهم - علي بن محمد الهادي أبو الحسن سمى أحد بناته بعائشة، يقول المفيد: وتوفي أبو الحسن عليهما السلام في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين، ودفن في داره بسرّ من رأى، وخلف من الولد أبا محمد الحسن ابنه …. وابنته عائشة" ["كشف الغمة" ص334، و"الفصول المهمة" ص283].
فهذه مراجع الشيعة تؤكد أن آل البيت لم يكن في صدورهم شيء على آل الصديق وإلا لما سموا أولادهم وبناتهم باسمه واسم ابنته . ولو كان قد غصب الإمامة منهم لما سمحت نفوسهم بورود اسمه على ألسنتهم بله أن يسموا باسمه أو باسم ابنته داخل بيوتهم أحب الناس إليهم وهم أبناؤهم وبناتهم ؟؟!!
إن هذا من أكبر الأدلة على أن هذه المزاعم التي في الروايات عن الإمامة مختلقة إلا إذا أتهمنا الأئمة بالنفاق في تسميتهم أبنائهم وبناتهم بأسماء أعدائهم - حسب زعمكم - نفاقاً وحاشاهم من ذلك. *ولو أقدر أن شيعياً تجرأ ففسر ذلك بأنه تقية لكان ذلك من أشد الطعن في هؤلاء الأبرار الشرفاء الذين لا يليق بخدمهم أن يفعلوا مثل ذلك وهم من سلالة ابنة نبي الإسلام وتربوا على عزة الإسلام فكيف بهم رضي الله عنهم ؟ !
( تخلي الحسن عن الإمامة )
*ثم ما بال الحسن رضي الله عنه يتنازل عن الإمامة التي لا يقوم الدين إلا بها ـ حسب زعمكم ـ فيرضى أن يحكم الكفر في حياته وبموافقته حفاظاً على نفسه وقد كان معه من الجيوش أكثر من أربعين ألف مقاتل؟ ! *أيمكن له وهو: إمام منصوب من رب العالمين أن يتخلى عن تعيين الله عز وجل له ليحافظ على نفسه مع إيقاع الناس في الكفر ؟!
إذ تنازله وصلحه مع معاوية جعل كل الناس ـ لوكانوا يعتقدون الإمامة فيه ـ يعتقدون أن ذلك التنازل لا يؤثر على إيمانهم وإلا لو كان مؤثراً على إيمانهم لما رضي الحسن ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – الإمام المنصوب من رب العالمين المعصوم الذي لا يخطئ ولا يسهو حسب زعمكم ــ أن يكون سبباً في كفر الأمة ليعيش سنوات ثم يموت وقد أضاع أصلا من أصول الدين.
*وهل المسلم – بله الإمام – حياته أعز عليه من دينه ! فهذا الخميني قد أعلن المعارضة وعرض نفسه للخطر ليقيم حكومته فهل الخميني أشجع من الحسن ؟ !
*ثم هؤلاء الجنود الذين يلحقون بالجندية في دول العالم يواجهون الموت وهم مقبلون لنصرة حكوماتهم وربما تكون حكوماتهم كافرة فهل الحسن أقل تضحية وقناعة بإمامته من هؤلاء ؟! فهل آن للعقول أن تستيقظ!!
....................... | |
|
من ال البيت الفقير الى الله
عدد المساهمات : 636 تاريخ التسجيل : 30/03/2009
| موضوع: رد: حوارات عقلية مع الطائفة الشيعية الاثني عشرية الأحد أبريل 04, 2010 8:59 am | |
| المســـألة الرابعة: العصـــــــمة.
(عصمة الأئمة عند الاثني عشرية ) :
تزعم الشيعة الاثنا عشرية أن الأشخاص الذين اعتقدت فيهم الإمامة أنهم أئمة معصومون من المعاصي والخطأ والسهو والنسيان. يقول محمد رضا المظفر الشيعي الاثنا عشري المعاصر: (ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سن الطفولة إلى الموت عمداً وسهوا، كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان ) عقائد الإمامية، ص 104.
وهذه الدعوى بين أمرين: إما أن تكون صادقة وإما أن تكون كاذبة. ولا يعرف ذلك إلا بالوقوف على واقع هؤلاء الأشخاص الموصوفين بالعصمة.
فنبدأ بالإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. (عشرة مواقف لعلي رضي الله عنه تنقض دعوى الإمامة ) عندما مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولَّى الصحابة أبا بكر الصديق رضي الله عنه الإمامة وعلي بين أظهرهم فما الذي فعل علي بن أبي طالب ؟ فعل ما يلي: 1- بايع أبا بكر. 2- صلى خلف أبي بكر طوال حياته. 3- تزوج من سبي أبي بكر وعندهم أن كل عمل يعمله أبو بكر باطل وبالتالي فحربه للمرتدين باطل فالسبي الذي نتج عن هذه الحرب غير شرعي فالأخذ منه لا يجوز ومع ذلك أخذ علي امرأة من سبي بني حنيفة وولدت له : ((محمد ابن الحنفية)) . 4- اعترف عليٌّ بصحة بيعة الخلفاء الثلاثة ـ كما في نهج البلاغة ـ. 5- بايع عمر وصلى خلفه طوال حياته . 6- أشار على عمر بعدم الذهاب مع الجيش المتجه إلى فارس ـ كما في نهج البلاغة ـ خشية عليه. 7- سمى أولاده الثلاثة بأسماء الخلفاء الثلاثة: أبي بكر وعمر وعثمان ـ كما في كتب السنة والشيعة ـ. 8- زوج ابنته أم كلثوم من عمر -كما في كتب السنة والشيعة- 9- قَبِل الدخول في أصحاب الشورى الذين أوكل إليهم عمر أمر الخلافة ليُختار الخليفة من بينهم. 10- بايع عليٌّ عثمان بن عفان وصلى خلفه طوال حياته.
هذه عشرة أعمال وأقوال عملها علي رضي الله عنه أو قالها فإن كان معصوماً فهذه كلها صواب وإذا كانت صواباً فدعوى الإمامة باطلة لأن المعصوم لا يعمل الخطأ ولا يقول الخطأ ولا يقول الكفر ولا يقره. وإن كانت خطأً فعلي ليس إماماً لأن الإمام - حسب زعمكم- معصوم من الخطأ. فإن إنكار الإمامة أو الإقرار بها لغير أهلها عند جمهورهم كفر وعليٌّ بهذه الأعمال يقر الكفر- وحاشاه من ذلك -.
هذه الوقائع تؤكد أن الإمام علي رضي الله عنه لا يعتقد أنه إمام منصوب من الله عز وجل وإنما الإمامة شورى بينهم وما حدث منه أمر طبيعي وصواب وحاشاه أن يكون يعلم أنه إمام منصوب من الله عز وجل ثم يضعف عن إعلان الإنكار ويقر المخالفين لها ويبايعهم ويصلي خلفهم ويسمي بأسمائهم ويبقى على ذلك أكثر من عشرين سنة وهو يشاهد الكفر حسب معتقد الإمامية ويقره طلباً للسلامة!! إن هذا لا يليق بصغار الطلبة من أهل العلم فكيف بإمام منصوبٍ من الله عزوجل ليقيم الدين ويخلف سيد المرسلين حسب زعمكم ؟؟!! وهو من خيار الصحابة وفارس من فرسان الحرب الذين خاضوا غمار الحروب حتى ارتفعت راية الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجاً ثم يرى صرح الإسلام يُنتقص حسب مزاعم الإمامية بل ويشارك هو في إنقاص الدين بإقرار المنتقصين له ومبايعتهم ؟؟؟!!!
(تخلي الحسن عن الإمامة )
*ثم هذا الحسن بن علي ابن أبي طالب وهو الإمام الثاني عندكم يتخلى عن الإمامة ويسلمها لمعاوية رغم أنه كان يقود عشرات الآلاف من الموالين له. فإن كان معصوماً وسلَّم الإمامة لمعاوية ورضي بأن يحكم الأمة رجل كافر ـ حسب زعمكم ـ فهذا نقض للعصمة والإمامة. وإن لم يكن معصوماً فليس إذن إماماً لأن من شرط الإمام عندكم: العصمة.
( قبول الإمام الثامن بولاية عهد المأمون)
*وهذا الإمام الثامن ـ عندكم ـ(علي بن موسى الرضا ) يرضى بأن يكون ولي عهد المأمون. والقبول بالنيابة لـرجل مغتصب للإمامة اعتراف بمـشروعية خـلافته والاعتراف بمـشروعية المغتصب للإمامة كـفر- عندكم- فإن كان معصوماً ففعله يدل على صحة خلافة المأمون وهذا ينقض الإمامة وإن لم يكن معصوماً فليس بإمام على مذهبكم لأن الإمام لابد أن يكون معصوماً حسب مذهبكم. وإذا اختلت إمامة إمام من أئمتكم اختلت نظرية الإمامة بكاملها. هذه إشارات سريعة وإلا فالأدلة والتناقضات في المذهب لا حصر لها والعاقل لا ينبغي له أن يسلم نفسه لمن يحرمه إتباع الحق فإن الحياة قصيرة والقدوم على الله عز وجل والحساب شديد والجزاء - ثواباً وعقاباً- عظيم .
نسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .
يتبع إن شاء الله المسألة الخامسة | |
|
من ال البيت الفقير الى الله
عدد المساهمات : 636 تاريخ التسجيل : 30/03/2009
| موضوع: رد: حوارات عقلية مع الطائفة الشيعية الاثني عشرية الأحد أبريل 04, 2010 9:00 am | |
| المسألة الخامسة:
التقيـــــــة
استحدث الذين وضعوا الروايات على آل البيت عقيدة عجيبة عقيدة أرادوا بها حماية كذبهم !! لكنها في الحقيقة تبطل: (( الإمامة )) بل تبطل: ((الدين )) من أساسه. تلك العقيدة هي: ((التقية)) أي: (( الكذب المتعمد )).
فإن الذين وضعوا الأحاديث لا يجتمعون في مكان واحد ولا في زمان واحد ولا في رأي واحد فإذ وضع أحدهم رواية على الإمام ووضع الآخر رواية أخرى فتعارضتا فالحل جاهز "أحد الكذبين : تقية"!!
(التقية الشرعية)
التقية التي عند الشيعة ليست هي التقية الشرعية التي أباحها الله عز وجل في زمن الخوف - ولم يوجبها - وأما الشيعة فقد جعلوها تقية واجبة من تركها فقد ترك الدين - حسبما جاء في الروايات- أما التقية في الشرع فقد يعيش المسلم ويموت و لا يستعملها لأنها مباحة وليست واجبة. قال تعالى "مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [ سورةالنحل 106] أورد الطبري عن ابن عباس أنه قال : قوله( إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ ) أخبر الله سبحانه أنه من كفر من بعد إيمانه، فعليه غضب من الله وله عذاب عظيم ، فأما من أكره فتكلم به لسانه وخالفه قلبه بالإيمان لينجو بذلك من عدوّه، فلا حرج عليه، لأن الله سبحانه إنما يأخذ العباد بما عقدت عليه قلوبهم.) تفسير الطبري .
وقال تعالى : "لاّ يَتّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاّ أَن تَتّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذّرْكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىَ اللّهِ الْمَصِيرُ" [سورة آل عمران: 28] وأورد الطبري كذلك عن ابن عباس أنه قال : قوله:"لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين"، قال: نهى الله سبحانه المؤمنين أن يُلاطفوا الكفار أو يتخذوهم وليجةً من دون المؤمنين، إلا أن يكون الكفارُ عليهم ظاهرين، فيظهرون لهم اللُّطف، ويخالفونهم في الدين. وذلك قوله:"إلا أن تتقوا منهم تقاةً". فكلا الآيتين ذكرت الأصل ثم استثنتا بقوله تعالى : { إلا} وهذا للإباحة وليس أمراً ولا ديناً كما هو واضح. هذه هي التقية الشرعية.
(تقية الشيعة الاثني عشرية)
أما عند الشيعة الاثني عشرية فالتقية دين !! فقد أوردوا فيها روايات نسبوها إلى آل البيت منها عن : جعفر الصادق أنه قال: ( إن التقية تسعة أعشار الدين ) و ( لا دين لمن لاتقية له ) ومنها عن أبي جعفر أنه قال التقية ديني ودين آبآئي) . [هذه الروايات في كتاب الكافي:باب التقية : 2 :217 ] وحاشا آل البيت من ذلك. وقد اعتمد علماء المذهب هذه العقيدة بل وجعلوها أصلاً كالصلاة. يقول ابن بابويه القمي وهو من علمائهم الكبار: (اعتقادنا في التقية أنها واجبة من تركها بمنزلة ترك الصلاة )!!! [الاعتقادات : 114] وهكذا جعلوا: ((التقية)) أي: ((الكذب)) ديناً يتقرب به إلى الله عز وجل بل هذا الكذب يمثل 90 % من الدين يعني أن الذي يكذب في قوله ويخادع في عمله بهذه النسبة في كل يوم فقد حقق 90%من الدين !!
والطامة الكبرى أن هذا الكذب ليس دين إمام واحد فقط بل دين كل آل البيت بما فيهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ـ حسب رواياتهم إ لا إذا لم ينتسب الأئمة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزعموا أن دينهم غير الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ هذا هو المفهوم من :قولهم : ( ودين آبآئي ) ـ. أيرضى عاقل أن يقبل ذلك أو يعتقده في دين الله عز وجل الذي أنزله الله عز وجل ليطهر الأخلاق ويرسي قواعد المعاملات على الصدق والصراحة والوضوح في التعامل بين الناس حتى تستقيم الحياة وتنمو نموها الطبيعي في ظل الصدق والأمانة والوضوح؟؟!! هب أننا صدقنا هذا الكلام فما هي النتيجة ؟ !
( نتيجة تقية الإمام)
النتيجة ما يلي: 1-أن هذا الدين الذي أنزله الله عز وجل: ((دين التقية)) أي: ((الكذب)). والكذب خلق ذميم في كل الأديان وعند جميع المجتمعات البشرية حتى في عصر الجاهلية فقد كان الرجل يأنف أن يكذب بله أن يكون الكذب ديناً له فهل يعقل أن ينـزل الله عز وجل ديناً تسعة أعشاره الكذب ؟ ! 2- إذا كانت : (التقية ديناً) (ولا دين لمن لا تقية له ) (والتقية دين جميع آل البيت) (والتقية تسعة أعشار الدين ) فكيف نثق في النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد بلغ الرسالة بكاملها ربما أخفى بعضها تقية لأن التقية دينه - حسب روايتكم أستغفر الله عزوجل وحاشاه صلى الله غليه وسلم وحاشا آل بيته رضي الله عنهم من ذلك -؟! 3- وإذا كانت التقية ديناً فما يؤمننا أن بعض ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخبر به على وجه التقية والحق في خلافه؟؟!! 4- وإذا كانت التقية ديناً فما يؤمننا في أعمال الأئمة وأقوالهم أنها صدرت على وجه التقية ؟ ! 5- وإذا كانت التقية ديناً فما الفائدة من الإمامة إذ المقصد من الإمامة إبلاغ الحق وتعليمه للناس فإذا كان الإمام سيكتم الحقيقة ويضيع الدين ليحفظ حياته فما الفائدة من إمامته ؟ ؟!! 6- إذا كانت التقية ديناً فمن الذي يبين لنا أن هذا الفعل من الإمام تقية وهذا الفعل غير تقية ويرفع الخلاف الذي تسبب الإمام في إيجاده ـ حسب زعمهم ـ ؟؟!! فهم زعموا أن الإمام وجد ليرفع الخلاف بين الناس وها هو يوجد خلافاً جديداً خلافاً متعمداً فيعمل العمل أو يقول القول المخالف للحقيقة ـ تقية ـ فيوقع أتباعه في الحيرة والاختلاف !!
(احتياج الإمام إلى أتباعه لرفع الخلاف)
ولهذا احتاج الإمام إلى الأتباع ليقوموا هم بالتخمين لرفع الخلاف فألفوا الكتب ليبينوا هم أن هذا تقية وهذا غير تقية كما فعل الطوسي في كتابيه : التهذيب والاستبصار فإنه ألفهما لهذا الغرض . فهم أكثر شجاعة من الإمام لأنهم صرحوا بما لم يستطع الإمام التصريح به وأكثر فائدة للأمة من الإمام لأنهم هم الذين رفعوا الخلاف وليس الإمام ! يقول الطوسي - وهو شيخ الطائفة كما يسمونه - في مقدمة كتابه التهذيب : (ذاكرني بعض الأصدقاء أيده الله ممن أوجب حقه ( علينا ) بأحاديث أصحابنا أيدهم الله ورحم السلف منهم ، وما وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد ، حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه ، حتى جعل مخالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا ، وتطرقوا بذلك إلى إبطال معتقدنا ....- إلى أن ذكر أنه دخل: - على جماعة ممن ليس لهم قوة في العلم ولا بصيرة بوجوه النظر ومعاني الألفاظ شبهة ، وكثير منهم رجع عن اعتقاد الحق!! لما اشتبه عليه الوجه في ذلك ، وعجز عن حل الشبهة فيه ، سمعت شيخنا أبا عبد الله أيده الله يذكر أن أبا الحسين الهاروني العلوي كان يعتقد الحق ويدين بالإمامة فرجع عنها لما التبس عليه الأمر في اختلاف الأحاديث وترك المذهب ودان بغيره لما لم يتبين له وجوه المعاني فيها ) [تهذيب الأحكام : 1 : 2 – 3]
أرأيت كيف يعترف شيخ الطائفة بأنه لا تكاد توجد رواية إلا وبجوارها رواية تنقضها مما أيقظ عقول العقلاء من الشيعة فتركوا التشيع كما ذكر .
(لماذا لم يبين الإمام اللاحق تقية الإمام السابق)
ثم إذا قال الإمام الأول قولاً هو تقية لماذا إذا جاء الإمام الثاني بعده لايخبر الأتباع أن أباه قالها تقية لماذا تبقى الروايات متناقضة وقد جاء بعد كل إمامٍ إمامٌ آخر ولم ينبه عليها حتى جاء علماء الطائفة لينبهوا هم عليها بدون دليل من الأئمة وإنما بالظن والتخمين وما يدرينا أن ما قاله هذا العالم صواب أوخطا ؟؟!! ثم على هذا المقياس: العالم الشيعي هو الذي يستحق أن يسمى إماماً لأنه هو الذي رفع الخلاف عن أقوال الأئمة بل يستحق أن يسمى: إمام الأئمة لأنه رفع الخلاف عن جميع أقوال الأئمة !!!! أما الأئمة الذين أوقعوا الناس في الحيرة حتى خرج بعض أتباع المذهب عن المذهب بسبب تناقضاتهم فلا يستحقون أن يسموا أئمةً!!! أما نحن فنعتقد أن الأئمة براء من هذا الكذب الذي ينقض بعضه بعضاً ولكننا نسجل هذا الكلام على هذه الروايات العجيبة!! 7- ثم أين الشجاعة التي هي من شروط الإمام وهي أن يكون الإمام أشجع البشر !!!!!كما زعموا في صفات الإمام ؟ قال المفيد: (ويجب أن يكون الإمام أشجع رعيته )!!! [الاقتصاد/312/]. فأين الشجاعة في إمام لم يقل الحقيقة ؟!
(التقية وعلم الغيب)
8- ثم أين علم الغيب الذي وضعوا له عشرات الأحاديث وزعموا فيها أن الأئمة يعلمون الغيب ؟ ! فإن الإمام يفتي السائل بالتقية خشية أن يكون عيناً عليه: (أي جاسوساً من ا لسلطان) فيفتيه بالكذب حتى يخدعه أنه ليس إماماً ولا عالماً ولكنه جاهل أو هو من أهل السنة !! فقد أوردت الا ثنا عشرية عشرات ومئات الروايات كلها تؤكد أن الإمام يعلم الغيب يعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن وإذا أراد أن يَعلَم عَلِم : ألا يعلم أن هذا السائل الذي جاء يستفتيه أنه هو من أتباعه أم لا؟؟!! قال الكليني في : الكافي : (باب إذا شاء الأئمة عليهم السلام أن يعلموا الغيب علموا ): الكافي : 1 /258 و : (باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ماكان ومايكون وأنهم لايخفى عليهم الشيء صلوات عليهم ) الكافي : 1/260 و: (باب عليهم السلام أن الأئمة لو ستر عليهم لأخبروا كل امرئ بماله وما عليه) الكافي: 1/264 إذن أين علم الغيب المزعوم وهم يفتون الشخص الذي أمامهم بالكذب خشية أن يكون من عيون السلطان؟ !
(الإمام يتعمد إخفاء الحق عن المستفتي)
9- ثم هذا السائل المسكين الذي أفتاه إمامه بالكذب ثم ذهب يتعبد الله عز وجل بالكذب معتقداً أنه حق لأنه صدر من إمام منصوب من الله عز وجل ما ذنب هذا المسكين وقد جاء مستفهماً عن دينه يريد أن يتعبد الله عز وجل بالحق الذي أنزله الله عز وجل والذي لم يثق أن يسأل عنه أحداً غير الإمام المعصوم المنـزه عن الكذب والخطأ والسهو لا عمداً ولا سهواً ــ حسب زعم الشيعة ــ وها هو يكذب على السائل ويفتيه بغير الحق ؟؟!!
(إن لم يقل الإمام الحق فليسكت)
10 – ثم إن الإمام إن لم يستطع إبلاغ الحق فليسكت ولا يقل الباطل. قال الله عز وجل: "قُلْ إِنّ الّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ فِي الدّنْيَا ثُمّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ" [ يونس: 70] وقال الله تعالى : "إِنّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ" [النحل: 105] فالذين كذبوا على الله عز وجل وزعموا أن هذا دينه ليحافظوا على حياتهم وهم مأمورون بإبلاغ الدين هؤلاء مفترون على الله عز وجل فليتمتعوا قليلاً ثم مرجعهم إلى الله عز وجل وتوعدهم بعذاب شديد ـ وحاشا آل البيت أن يكونوا من أولئك ـ وقال نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أوليصمت )) رواه البخاري : [ح :5559 ] ومسلم : [ ح :67]
(تناقض المعصوم)
* ولكن استمع إلى هذه القصة التي يرويها النوبختي ــ عالم شيعي اثنا عشري ــ عن أحد الأئمة فيقول: ( ذهب رجل من الشيعة يدعى عمر بن رياح ليسأل إمامه فلما أفتاه عاد إليه من قابل فسأله عن نفس المسألة فأفتاه بخلاف الجواب الأول فاستنكر ذلك وقال: هذا خلاف ما أجبتني في هذه المسألة العام الماضي!! فقال له: (أي الإمام): إن جوابنا خرج على التقية، فتشكك في أمره وإمامته. ثم خرج من عنده ولقي أحد الشيعة (ويدعى محمد بن قيس) وقص عليه ما حدث وقال له: وقد علم الله أني ما سألته عنها إلا وأنا صحيح العزم على التدين بما يفتيني به وقوله في العمل به، فلا وجه لاتقائه إياي وهذه حالي !! فقال له محمد بن قيس: فلعله حضرك من اتقاه؟ فقال: ما حضر مجلسه في واحدة من المسألتين غيري ولكن جوابيه جميعًا خرجا على وجه التبخيت – كذا أي بدون علم - ولم يحفظ ما أجاب به في العام الماضي فيجيب بمثله. فرجع عن إمامته وقال: لا يكون إمامًا من يفتي بالباطل [فرق الشيعة: ص59-61.].
نعم والله لايكون إماماً من يفتي بالباطل فهل يعي الشيعة هذه الحقيقة ويتبرؤن من هذه الروايات التي تسيء إلى أهل بيت النبوة؟؟ وقد روى الكليني عن زرارة بن أعين : أنه قال :سألت أبا جعفر" عن مسألة فأجابني. ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني !! ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي!! فلما خرج الرجلان قلت: يا ابن رسول الله!! رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبتَ كل واحد منهما بغير ما أجبتَ صاحبيه؟ فقال: يا زرارة إن هذا خير لنا ولكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم" !!!!!! [أصول الكافي: 1/65.].
هذا نموذج وغيره عشرات من التناقض في الفتوى . فهل صحيح أن الإمام يكذب ؟؟!! معاذ الله أن يكون ذلك من أخلاقهم وهم من خيرة آل البيت. 11ـ ثم إذا عرف الناس أن التقية دين فكيف يثقون في إمامهم وكيف يعرفون أن ما قاله تقية أو غير تقية؟؟ !!
(الشيعي الذي لايعرف الحق يعمل بخلاف أهل السنة)
12ـ ثم إن واضعي الروايات أردوا فصل الشيعة عن بقية الأمة فوضعوا روايات لمن لا يستطيع أن يأتي إلى الإمام أو لم يعرف الحق في مسألتين مختلفتين أن ينظر إلى مايعمله أهل السنة وليعمل بخلافه. فقد رووا عن جعفر الصادق أن سائلاً سأله فقال: إذا وجدنا أحد الخبرين موافقاً للعامة (يعني أهل السنة) والآخر مخالفاً لهم بأي الخبرين يؤخذ؟ فقال: ((ما خالف العامة ففيه الرشاد))!!! [الكليني/ أصول الكافي: 1/67-68، ابن بابويه القمي/ من لا يحضره الفقيه: 3/5، الطوسي/ التهذيب: 6/301، الطبرسي/ الاحتجاج ص194،الحر العاملي/وسائل الشيعة: 18/75-76.] وهذا من أعجب القواعد في الدين عند الشيعة يبرأ منها والله آل البيت. قلت :إذن ما حاجة مجئ السائل إلى الإمام فلينظر إلى ما يفعله العامة – أي أهل السنة – وليخالفهم!!
( التقية تلغي منصب الإمام )
13 ـ ثم إذا كان الإمام هو منصوباً من الله عز وجل لحراسة الدين وإبلاغه للناس فلماذا التقية ؟ ! فإن زعموا أن التقية لحماية الإمام من القتل أو السجن أو التعذيب. قلنا : هذه مهمته يجب أن يبلغها للناس كما فعل الأنبياء ولو ترتب عليها القتل والتعذيب لأن الأنبياء لا يجوز في حقهم ترك ما أمروا به خوف الناس : "الّذِينَ يُبَلّغُونَ رِسَالاَتِ اللّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاّ اللّهَ وَكَفَىَ بِاللّهِ حَسِيباً" [الأحزاب :39] فأين في القرآن أن نبياً من الأنبياء عمل بالتقية ولم يصارح قومه بالدين؟؟!! والإمامة عندكم مثل النبوة ــ أي يجب أن يكون الإمام مثل النبي في الشجاعة والتحمل – فوجب إبلاغه - الحق ولو ترتب عليه قتله إذْ دينه وإرضاء ربه عز وجل أعظم عنده من نفسه؛ وأي قيمة لحياة نبيٍ - أو وصي نبيٍ كما تزعمون - مع ضياع الدين ؟؟!! 14 - إذا كان الإمام كغيره من أتباعه لا يتحمل مسئولية الإبلاغ فما الفائدة من إمامته؟؟!! 15 - ثم لماذا يتقي الإمام ولديه من القوى الخارقة ما لا يخطر على بال حتى إن الكون كله تحت إمرته - كما - زعمتم - ؟ !
وأخيراً: قف على كتاب : ((مدينة المعاجز: السيد هاشم البحراني )) ترى عجباً فقد ذكر لعلي رضي الله عنه أكثر من خمسمائة معجزة !!! فلِم لم يستعملها لنصرة دينه ؟! إن الأشخاص الذين نسبت إليهم الإمامة بشر عاديون وقد عاشوا كما عاش غيرهم من المؤمنين عابدون صالحون لا علم لهم بالإمامة ولم يدعوها وإنما نسب إليهم ما لم يقولوا وليس لهم خوارق ولا معا جز وإلا لكان الأمر على غير ذلك وسيكونون خصماً لكل من ساهم في إيذائهم أو قوَّلهم ما لم يقولوا والله الموعد يوم يُحصَّل ما في الصدور ويبعثر ما في القبور ويعاقب كل كذاب فجور . 16- وأخيراً : ما موقف علماء الشيعة الذين يفتون الناس؟ هل سيستعملون التقية مثل أئمتهم أم لا ؟ فإن استعملوها فكيف نثق في أقوالهم وفتاويهم؟ وإن لم يستعملوها فلماذا؟ هل لأنهم أشجع من الأئمة أم أنهم لا يؤمنون بالتقية؟ فإن كانوا أشجع من الأئمة فهذا طعن في الأئمة!! وإن لم يؤمنوا بها فكيف آمن بها الأئمة وعملوا بها وهم يزعمون أنهم أتباع للأئمة ولم يعملوا بها؟!
وقد كان الشيعة طوال حياتهم يعيشون زمن الخوف ما عدا فترات قصيرة في دولة بني بويه ودولة الصفويين والآن منذ ثلاثة عقود تقريباً؟ ثم إنها دين حسب نص الرواية وأقوال المجتهدين. فعملُ العلماء بها يسقط مكانتهم ويشكك في فتاويهم . وعدم عملهم بها يشكك في الأئمة لأن أتباعهم كانوا أشجع منهم فلم يعملوا بالتقية التي عمل بها الأئمة للحفاظ على حياتهم !! نسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .
يتبع إن شاء الله المسألة السادسة | |
|
من ال البيت الفقير الى الله
عدد المساهمات : 636 تاريخ التسجيل : 30/03/2009
| موضوع: رد: حوارات عقلية مع الطائفة الشيعية الاثني عشرية الأحد أبريل 04, 2010 9:01 am | |
| المسألة السادسة : قدرات الإمام الخـــــارقة اشتملت كتب الشيعة على عشرات بل مئات الروايات تنسب إلى الأئمة قوى خارقة حتى إنه لا يوجد شيء في الكون إلا وهو خاضع للإمام. قال الخميني: (( إن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون)) الحكومة الإسلامية :105 وأضافت الروايات أنهم يملكون من اسم الله الأعظم ما لا يملكه الأنبياء والمرسلون بل ماعندهم منه أعظم مما عند الله عزوجل!!!!!!
ومن تلك المعاجز : (تتزلزل الأرض وعلي يوقفها ؟؟!!) روى المفسر الشيعي الاثنا عشري : الكاشاني هذه القصة : "عن فاطمة عليها السلام قالت : أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر فذهب الناس إلى أبي بكر وعمر فوجدوهما قد خرجا فزعين!! إلى علي عليه السلام فتبعهما الناس إلى أن انتهوا إلى باب علي عليه السلام فخرج عليهم غير مكترث لما هم فيه، فمضى واتبعه الناس حتى انتهوا إلى تلعة فقعد عليها وقعدوا حوله وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة !! فقال لهم علي : كأنكم قد هالكم ما ترون؟!!
قالوا : وكيف لا يهولنا ولم نر مثلها قط؟ فحرّك شفتيه وضرب بيده الشريفة، ثم قال: مالك اسكني، فسكنت بإذن الله !!! فتعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم الأول حين خرج إليهم، قال لهم: فإنكم تعجبتم من صنعي؟ قالوا : نعم! قال أنا الرجل الذي قال الله: { إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها. وقال الإنسان مالها } : فأنا الإنسان الذي يقول لها : مالك، { يومئذ تحدث أخبارها } إياي تحدث" [" تفسير الصافي" ص571].
وأورد الكليني بسنده عن أبي جعفر أنه قال : ( إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً وإنما عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين . ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفاً وحرف عند الله تعالى !! استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة إلا بالله )[ الكافي :1/230] الحروف التي عند الأئمة أكثر من التي عند الله عز وجل !!
( علي يركب السحاب ؟؟!! ) وذكر المجلسي ـ في قصة طويلة ـ : ( أن عليًا أومأ إلى سحابتين فأصبحت كل سحابة كأنها بساط موضوع فركب على سحابة بمفرده، وركب بعض أصحابه - كما تقول الرواية - كسلمان والمقداد.. السحابة الأخرى، وقال علي وهو فوق السحابة: "أنا عين الله في أرضه، أنا لسان الله الناطق في خلقه، أنا نور الله الذي لا يطفأ، أنا باب الله الذي يؤتى منه، وحجته على عباده ) [بحار الأنوار: 27/34.].
ومضت القصة الطويلة في سرد غريب وأصحاب علي يسألونه عن معجزات الأنبياء فيقول:" أنا أريكم أعظم منها" حتى قال: "والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني لأملك من ملكوت السماوات والأرض ما لو علمتم ببعضه لما احتمله جنانكم !!! إن اسم الله الأعظم على اثنين وسبعين حرفًا، وكان عند آصف بن برخيا حرف واحد فتكلم به فخسف الله عز وجل الأرض ما بينه وبين عرش بلقيس، حتى تناول السرير، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرف النظر، وعندنا نحن والله اثنان وسبعون حرفًا وحرف واحد عند الله عز وجل استأثر به في علم الغيب" [بحار الأنوار: 27/37.]
فلو كانت هذه الدعاوى صادقة لرأينا أثرها في حياة أئمة الاثني عشرية . فهذا علي رضي الله عنه تزعم رواياتكم أنه بايع مقهوراً ذليلاً وصوَّرته تلك الروايات صورة مزرية لا تليق بمن هو أقل منه في الشجاعة وعزة النفس وقوة الإيمان.
( الحبل يوضع في عنق علي؟؟!! ) فقد زعمت روايات الاثني عشرية أنه وضع الحبل في عنق علي وسحب إلى أبي بكر ليبايع !!!! ففي تمثيلية عجيبة وردت في كتاب سليم الهلالي أن أبا بكر بعث مولاه قنفذ إلى علي ليأتي للبيعة وقال له : ( ارجع ـ إليه ـ فإن خرج وإلا فاقتحم عليه بيته فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم النار فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو أصحابه بغير إذن وثار علي عليه السلام إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه فألقوا في عنقه حبلاً وحالت بينهم وبينه فاطمة عليها السلام عند باب البيت فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته لعنه الله ثم انطلق بعلي عليه السلام يُعتل عتلاً ــ أي يجُر جراً !!! ـ حتى انتهى به إلى أبي بكر، ...وهو يقول، أما والله لو وقع سيفي في يدي لعلمتم أنكم لم تصلوا إلى هذا أبداً... فانتهره عمر وقال له: بايع ودع عنك هذه الأباطيل فقال له علي (ع) فإن لم أفعل فما أنتم صانعون؟ قالوا: نقتلك ذلاً وصغاراّ!!
إلى أن قال ( : قم يا ابن أبي طالب فبايع فقال : فإن لم أفعل قال : إذاً والله نضرب عنقك، فاحتج عليهم ثلاث مرات، ثم مد يده من غير أن يفتح كفه فضرب عليها أبو بكر ورضي بذلك منه، فنادى علي عليه السلام قبل أن يبايع والحبل في عنقه (يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني)"!!!! ["كتاب سليم بن قيس" ص83 إلى 89]. فكيف يليق به رضي الله عنه هذه الصورة المزرية!!
(لِمَ لم يستخدم علي رضي الله عنه المعاجز؟؟!! ) ثم لماذا لم يستعمل تلك القوى الخارقة لحماية نفسه أولاً ولنصرة دينه ثانياً طوال حياة الخلفاء الثلاثة ثم مع معاوية كذلك والذي لم ينتصر عليه حتى مع حمله سيفه رضي الله عنه؟؟!!! إذ تزعمون أن الإمامة:" ((أصل من أصول الدين)) من لم يعتقدها فهو كافر ومن ردها فهو كافر ومن أقرها لغير الأئمة فهو كافر فكيف يرضي علي رضي الله عنه أن تكفر الأمة وعنده هذا السلاح الإلهي؟!!
فإن زعمتم أن الله عز وجل لم يأمره بذلك!!! قلنا :لماذا أعطاه الله عز وجل تلك القوى الخارقة ؟؟!! ليتسلى بها أم لينصر بها دينه ؟ ! ثم كيف يُحمِّله الله عز وجل الإمامة وهي ركن الدين ثم يعطيه وسائل نصرتها ثم يمنعه منها ؟؟!! إن هذاكلام لا يقبله عقل.
(والحسن لِمَ لَمْ يستعمل المعاجز؟؟!! ) ثم ها هو الحسن رضي الله عنه قد تنازل عن الإمامة لمعاوية ورضي أن يكون هو وأتباعه تحت إمرته ــ بصرف النظر عن عدد جيشه الذين كانوا قد بايعوا علياً رضي الله عنه على الموت ولم يقاتلوا بعد وهم قرابة أربعين ألفاً كما ذكره الطبري ــ وهو: ((كافر)) ــ حسب زعمكم ـــ والحسن يملك السلاح الرباني الذي يقهر العالم ولم يقهر جيش معاوية بل سلَّم له الأمر وهو يملك أن يقهر معاوية ومن في الأرض جميعاً – حسب زعمكم-!!
ثم ها هو الحسين رضي الله عنه تدعوه شيعته إلى العراق لينصروه فيخذلونه ويحيط به جيش يزيد ويجبره على الاستسلام فيمتنع ويبقى وحده في مجموعة صغيرة من أصحابه ومعه كامل أهله من نساء وأطفال وهو يملك أعظم سلاح ــ سلاح المعاجز التي يزعمون أن جميع الأئمة يملكونها ــ فلِمَ لم يستخدم ذلك السلاح لحماية نفسه وأهله ؟؟؟!!! فهل يمكن أن يقال كذلك :إن الله عز وجل نهاه عن استعمال هذا السلاح ؟ ! وهل يقبل عقل هذه الدعوى ؟ ثم هاهم الأئمة الآخرون الذين ورثوا الإمامة التي هي ركن الدين الأول يعيشون حياة الخوف والضعف وهم يملكون السلاح العظيم – حسب زعمكم – ولم ينتفعوا به لا في أنفسهم ولا في دينهم!! فهل يقبل عقل مثل هذه الدعوى ؟ !
( مليونير حافي القدمين ؟؟!!) أرأيت لو وجدت إنساناً حافي القدمين ممزق الملابس شاحب اللون ليس له بيت يسكنه لا هو ولا أهله ورأيته يسكن في العراء ثم رأيت أبناءه وأهله فقراء مدقعين حالهم كحاله ويمر به الفقراء فلا يحسن إليهم فوقفت عليه لتتصدق عليه. فقال لك: أنا لا أحتاج مساعدة ؛ أنا أملك كل أنواع المال!! فتقول له: لماذا لم تنتفع إذن بهذه الأموال فتبني لك بيتاً وتُحسِن إلى أهلك وتعطي المحتاجين؟؟!! فيقول لك: أنا زاهد في الدنيا. إنك لا تملك إلا أن تتهمه بأنه كاذب لا يملك شيئاً من المال أو أن لديه قصوراً عقلياً. إذ لا يمكن لإنسان عاقل يملك أموالاً ثم يحرم نفسه من الاستفادة منها ويحرم أهله وذويه ويحرم المحتاجين ويحفظها في الخزائن. هذا في أمر الدنيا. فكيف يقال إذن في أمر الدين: إن الأئمة يملكون قدرة خارقة ثم يعيشون أذلة مقهورين ودينهم منقوص مهجور وأتباعهم مظلومون مطرودون ولا يستفيدون من تلك القوى الخارقة ؟ ! أليس هذا كذباً عليهم رضي الله عنهم ؟؟!!
( أتباع الأئمة لِمَ لَمْ يسألوا؟؟!! ) ثم ها هم يظهرونها لأصحابهم في كل مناسبة فيرون تلك الخوارق التي تدهشهم وتظهر قدرات الأئمة ولا يحاول أحد منهم أن يسأل فيقول: لماذا تملكون كل هذه الخوارق وحالكم وحالنا وحال وديننا في ذل وهوان ؟ ! إن العقل يجزم أن تلك الروايات كذب على البيت كماكما كُذب عليهم في دعوى الإمامة. وأخيراً هل توقظ هذه التنبيهات عقول الطائفة؟ إن العاقل إذا ذُكِّر ذكر وإذا نُبه تنبه. وأما غير العاقل فيغالط نفسه ويستثقل قبول الحق ولكنه سيندم حين لا ينفعه الندم.
يتبع إن شاء الله المسألة السابعة ،،، | |
|